*علي كل* *محمد عبدالقادر* *( الموية بالبرميل .. دي اخرتا يا نمر)*

 

*( قررنا توزيع المياه بالتناكر بواقع برميل لكل منزل)…*
التصريح اعلاه يتجاوز مضمونه السيئ ليقدم صورة مؤسفة وواقعية لما الت اليه الاوضاع في بلادنا من بؤس وتخلف وتراجع في كافة مناحي الحياة..
قبل ان اكتب المقال سالت كثيرا وتمنيت صادقا ان يكون ما قراته ( كاميرا خفية) او خدعة ( فوتوشوب) . .تاملوا معي تصريح مامون حسن المدير العام لهيئة مياه ولاية الخرطوم وهو يعلنها داوية دون ان يرمش له جفن: ( قررنا توزيع المياه بالتناكر بواقع برميل لكل منزل).
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، صمت الرجل دهرا ونطق كفرا وبؤسا، انتظرناه ان يطرح الحلول المتقدمة والمبادرات الخلاقة والذكية لمشكلة المياه في الخرطوم بحكم مسؤوليته ومن منظور علمي يستصحب روح التغبير وقدرته علي تحسين احوال الناس ، لكنه وللاسف نطق كفرا بهذا التصريح الاشتر الذي لا نملك ازاءه الا القول : انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
قال مامون ل(صحيفة الحداثة) الصادرة امس ان اللجنة التي قررت هذا الحل العبقري لازمة المياه بولاية الخرطوم ممثل فيها الوالي ايمن نمر ، وطالما كان الامر كذلك فمن المنطق ان يكون رئيسها الوالي وهذه طامة كبري تضاف للنكسات والازمات التي تمر بها الولاية وهي ترابط في مسرح اللامعقول وتجعل من حياة المواطن المعيشية غاية في السوء والبؤس والشقاء..
نعم تراجعت الحياة في اكثر من مجال وخدمة وجاء الدور علي المياه، المواطنون وفي ظل ازمة الغاز عادوا لشراء الفحم واستخدام الحطب في الطهي ، واستخدموا المشلعيب ومترادفات حفظ الطعام البلدية حينما خاصمت الكهرباء حتي ثلاجات الموتي ناهيك عن الاحياء، اوقد الناس (اللمبة ام شريط) مع تزايد قطوعات الكهرباء وتدافعوا لشراء الثلج الذي قفز ثمن لوحه الي ثمانمائة جنيه .
خاصم المواطنون المستشفيات حينما عز العلاج واغلقت بعضها الابواب بالضبة والمفتاح وفشلت الاخري في استقبال حالات المرض المتزايدة، من يستطيع اليوم ان يجد سريرا مدفوع القيمة وبالمليارات في مستشفي خاص ناهيك عن متكأ في مؤسسات الميري الصحية التي بني فيها العنكبوت ، نعم عاد الناس الي الادوية البلدية في العلاج لتفادي ازمة المشافي الا للشديد القوي .
جاء الدور علي المياه وقررت حكومة ولاية الخرطوم ان توزعها بالتناكر بواقع برميل لكل بيت، يا الهي اي درك سحيق وصلناه والحياة ترتد بنا الي العصر الحجري، التصريح اعلان لحالة فشل استعصت علي الحلول والاسوأ فيه التاكيد علي ان ادارة المياه استنفدت كافة فرص الحلول الممكنة وطفقت تخرمج بمعالجات بائسة ومتخلفة وغير عملية بالطبع.
ليس عيبا ان تسلم عهدتك وتمضي يا مامون حسن ، سيحفظ لك التاريخ هذا الصنيع وانت تفسح المجال لشخص خلاق ومبدع وقادر من باب احترامك لنفسك، ولكن ان تتشبث بالمنصب وتقدم مثل هذه الحلول الساذجة لازمة في ملف حيوي يرتبط بحياة الناس وتدلي بمثل هكذا تصريحات فهذا هو الذنب الذي لا يغتفر .. اللهم لطفك يا الله..
*صحيفة اليوم التالي*