بلا اقنعة زاهر بخيت الفكي – مارشال تشاد .. من القاتل..؟

 

ساعات فصلت بين فوزه في الانتخابات الرئاسية التشادية لدورة سادسة
، وبين رحيله الأبدي مُتأثراً بجراح أصابته أثناء قيادته بنفسه لعمليات قتالية ضد المُعارضة التشادية في الشمال التشادي كما رشح في الأخبار ، رحل إدريس ديبي إتنو عليه رحمة الله بعد أكثر من ثلاثةِ عقود قضاها حاكماً لتشاد ، والغموض يكتنف تفاصيل الحكاية ، وسر الطلقة التي أصابت ديبي وكانت سبباً في وفاته مكتوم ، والفاعل مجهول ، في بلادٍ يُمزقها التخلف والجهل والصراعات القبلية وغيرها من العلل المُجتمعية التي تحول بينها والانطلاق بالرغم من وفرة الموارد.
من فوهة بندقية من خرجت الرصاصة التي اغتالت ديبي..؟
لن يتوانى أفراد المُعارضة في قتل الرجُل إن وجدوا إلى ذلك سبيلا ، وقد حدثتنا الأخبار قبل أيام قلائل أنّها تتقدّم بسرعة نحو القصر الرئاسي في إنجمينا لاستلام الحُكم وإقصاء الرئيس ، وسيناريوهات ما بعد الدخول مُتعددة عندهم ، والعُنف المؤدي للقتل وارد ، هل اغتالته المُعارضة حقاً عند خروجه من قصره مُتعمداً للقضاء عليها في مناطق تمركُزها حتى لا تقترب مرة أخرى من مقعد حُكم تطاولت سنوات جلوسه فيه أم ماذا..؟
قيادة ديبي للعمليات العسكرية لدحر المُعارضة بنفسه هل يدُل على ضُعف ثقته بقيادات جيشه إلى درجة لم يجد من بينهم من يقوم بهذه المُهمة نيابة عنه ، وهل من بينهم من مهد للمُعارضة الطريق للاقتراب للقصر بهذه السُرعة ، وهل لفقدان الثقة المُفترضة بين الراحل وقيادات بلاده من السياسيين والعسكريين علاقة بتعيين إبنه محمد رئيساً للاستخبارات العسكرية وعزل من كانوا يرأسونها من قبل ، ….؟؟؟
ما موقع فرنسا الأن من فتاها المُدلّل في أفريقيا ، هل استنفذ أغراض وجوده في هذا المقعد ، وقد كانت طيلة سنوات حُكمه بجانبه تُقاتل بالوكالة عنه لحماية مصالحها وحماية عرش حليفها القوي في المنطقة ، أم انشغلت عنه وتركته عاري الظهر بسبب ضغط الرأي العام الفرنسي هذه الأيام على ماكرون وملاحقته بالسؤال عن الفائدة المرجوة لفرنسا من الإنفاق الضخم من خزينة فرنسا على دول الساحل الأفريقي ومن بينها تشاد لمُحاربة تمرد المُجاهدين ( بوكو حرام ) ، لا سيّما وقد ازدادت أعداد القتلى بين الجنود الفرنسيين الذين دفعت بهم فرنسا لهذه العمليات وزاد الإنفاق ، ولم تُحقق انتصاراً يُذكر حتى الأن على الأرض.
القبيلة وما لها في تشاد من نفوذٍ وقوة تُهلِك من يقف أمام مصالحها وطموحات رؤوسها ويهضم حقوقها ، فهل هضم ديبي لها حقاً أم أوقف لهُا مصلحة ، والتاريخ الأفريقي شاهد على حجم الاقتتال والصراع حول مفاهيمها والاعتقاد فيها وما حكاية الهوتو والتوتسي في رواندا وصراعهما واقتتالهما وابادتهما لبعضهما البعض لاجل السُلطة ببعيدة عن الأذهان..
من قتل ديبي..؟