*علي كل* *محمد عبدالقادر* *مصعب محمود.. اختشوا ياهؤلاء!!*

 

الاعلامي الشاب مصعب محمود، يا له من فتي سلفت منه ايد سخية لهذا الوطن بمختلف انتماءاته وتكويناته ومؤسساته، لله دره سيد شباب الاعلام وريحانته ، عرفناه شعلة من النشاط المحب لتراب هذا البلد، يتوزع ولاءا لحدوده ويتمدد وفاءا لاراضيه وعرصاته ومجاهيله (بيت بيت ودار دار وزنقة زنقة) ..
فجعتنا جائحة كرونا في نشاط مصعب حينما اسقطته طريحا يبحث عن ( نفس) وهو الذي اهدانا جميعا اكسجين الاخاء والمحبة نستنشق وده ووعيه ونلوذ بصوته في الملمات والمجالس وبنبله وكرمه الفياض حين الباس ومع اشتداد الحاجة لسند ومعين.
تمدد عطاء مصعب ما بين العمل الاذاعي والتلفزيوني يقدم الحب والبرامج والروح الطيبة، ويشرف علي مد الجسور بين الاعلام والمؤسسات والهيئات والسفارات والوزارات بهمة نحلة لاتمنحك الا الشهد.
مصعب وكانما عناه الشاعر الراحل صلاح احمد ابراهيم بقوله حين اشتداد حاجته للناس في لحظة البحث عن اكسجين يقيل عثرة رئتيه التي حاصرها الفايروس وارهقها الهواء الجاف املا في مدد الله الذي لا ينفذ.
*في غدٍ يعرفُ عنا القادمون*
*أيَّ حب قد حملناه لهم*
*في غدٍ يحسبُ فيهم حاسبون*
*كم أيادٍ أسلفت منا لهم*
*في غدٍ يحكون عن أنَّاتنا*
*وعن الآلام في أبياتنا*
*وعن الجرح الذي غنى لهم*
*كل جرحٍ في حنايانا يهون حين يغدو مُلهما يُوحي لهم*
*جرحُنا دامٍ ونحن الصامتون حزننا جمٌّ ونحن الصابرون..*
نعم كم فتًى في مكة يشبه حمزة؟ وكم فتي في الخرطوم يشبه مصعب ونحن نبحث له عن سرير يريح الحسد المنهك من خدمة الناس والاعلام والمؤسسات، وانبوبة اكسجين تجعل من النفس ( طالع ونازل) .
لك ان تتخيل عزيزي القارئ ان اعلاميا بقامة مصعب محمود تبخل عليه همة الخرطوم وضمير رموزها ومسؤوليها بسرير في عناية مركزة يجدد عهده بالحياة بعد ان عز التنفس وفترت همة الرئتين ، تثاقلوا لانقاذ مصعب وتواروا خلف الاعذار الباهتة والمواقف الجبانة..
اين من ظلهم مصعب باهتماهه من قيادات المكونين العسكري والمدني ، اين وزارة الداخلية التي نذر لها حياته جنديا مخلصا في اعلامها وفعالياتها، اين الشرطة التي اصبحت جزءا من جينات مصعب يخدمها بولاء عجيب ويتفاني في برامجها ويحترق حبا لقادتها ومسؤوليها ، لماذا تقاصرت همة الدبايير الا من مبادرات شخصية مقدرة، اين منظومة الصناعات الدفاعية التي شهدت حماس مصعب لمنتجها منافحا عن سيرتها ناصحا وامينا علي حبها، اين السفارات التي اغدق عليها هذا الشاب حبا ومثل نافذتها المفتوحة تجاه السودان حكومة وشعبا، اين الدعم السريع الذي اعتلي مصعب منصاته مبشرا بسودان التغيير والتحولات الكبيرة ، اين وزارة اعلامنا ومصعب الموزع حبا بين السودانيين بانتماءاتهم وتوجهاتهم المختلفة يبحث عن سرير و( نفس) ، اين الوزبر زميل مصعب حمزة بلول ووكيله الرشيد سعيد ، بل اين لقمان احمد الم يكن مصعب جنديا مخلصا للتلفزيون وواجهة مشرفة لهذا الجهاز بقوميته وصدق انتمائه للناس والاماكن والبلد.
تهدج صوت الاعلامي الشاب ناجي فاروق في لهثه صائما مع ثلة خيرة من شباب التلفزيون وشاباته للبحث عن سرير، تهدج الصوت مصحوبا بدمعة متسائلة: هل يستحق مصعب كل هذا الاهمال واللامبالاة؛ اين اياديه التي سلفت علي الجميع، ربت علي حزنه في تلكم اللحظة لاننا كنا نسابق الزمن للحصول علي سرير يفتح بابا جديدا بين مصعب والحياة بعد ان ( عز النفس)، وقلت له ( كلو بي وقتو).
حالة مصعب محمود والسودان يتركه هكذا نهبا للموت امام ابنائه وزوجته الصابرة سابرينا تحاكم ضمائرنا وتنبئنا للاسف بانها خربة لاتحفظ عهدا لمخلص اهدانا كل ما يملك، كان الاولي ان تتلقفه ايدينا لحظة احتاج الينا لانه منح الجميع كل شي.. وبلا استثناء.
مصعب( الجميل السادة وضاح المحيا)، نشهد الله انه انبلنا واجملنا واعطرنا وازكانا عودا ، ظل عبقا ولطالما احترق في حياة كثيرين واحالها الي نسمة طيبة مغباة بعطر المحبة ومظللة بغيم الوداد..
شكرا الحاج معاوية البرير ، رجل نسيج وحده ظل يسعي مثل زملاء مصعب بحثا عن سرير واسعاف، وحينما هحمتنا مستشفي البراحة باسعار من نار قال الرجل دون ان يلتفت او يتلجلج انا لها، البرير وبعد ان برع في صناعة كل شي هاهو ينجح في ( صناعة موقف) من العيار الثقيل لايتسني الا لاولي العزم من الرجال الاخيار النبلاء الصادقين.. ولكن لماذا نترك البرير وحيدا في العطاء لمصعب الذي امتدت اياديه لكل الناس، نعم هو لايحتاج مالا وعطفا من احد، لكنا اضعنا الفرصة التي نرد له بعض دينه علينا افرادا ومؤسسات..مازال يتفاني في خدمتها ومحبتها بولاء غريب.
اللهم الطف بعبدك الحبيب مصعب محمود وخذ بيده واشفه وعافه واعده الينا خيرا ودودا وباسما مستبشرا برحمتك ، نقيا ورؤوفا ومتفانيا في خدمة الوطن والناس، نتق في ان صنائع معروفه ستقيه مصارع السوء ، ولكنا نتطلع الي ان تقوم الدولة ومؤسساتها بواجبها تجاه اعلامي اعطي ولم يستبق شيئا… ومن العيب ان تتقاصر همة كثيرين منحهم مصعب كل شي ولم يجد منهم غير الخذلان ..
*صحيفة اليوم التالي*