السودان : إصابات الدرن.. تزايد مقلق   

 

تقرير- سمـية عبد النبي

دقت وزارة الصحة الاتحادية ناقوس الخطر لعدم اكتشافها لحالات الدرن في ظل جائحة كورونا التي دفعت بالعديد من المرضى بعدم الحصول على الرعاية الصحية والتوفيق بأخذ العلاج الذي يوفر مجاناً في كل المراكز.

وقد أضر (كوفيد-19) بجميع البلدان بشدة، ولكن أثره كان أشد وطأة على المجتمعات المحلية التي كانت تعاني بالفعل من الضعف، والتي كانت أشد تعرضاً للمرض، وقلّت احتمالات حصولها على خدمات الرعاية الصحية الجيدة، وزادت احتمالات تعرضها لعواقب ضارة نتيجة للتدابير المتخذة لاحتواء الجائحة.

ويحتل السـودان المرتبة الخامسة في معدل الإصابة بالدرن حيث انخفضت الحالات المؤكدة من 40 حالة لكل مائة ألف شخص في التسعينات، والآن 67 حالة في كل مائة ألف شخص.

مرض الدرن هو التهاب مزمن تسببه بكتيريا الدرن ويعرف بمسميات هي السل، التي بي، الصدرية، وهو مرض يصيب الرئتين في أكثر الحالات شيوعا لكن يمكن أن يؤثر على أجزاء أخرى من الجسم.

ومن مسببات مرض الدرن بكتيريا تسمى (عصية الدرن) لا يسببه سحر، كما أنه ليس مرض وراثي، مرض قابل للشفاء تماما عن طريق تناول الدواء كل يوم لمدة 6 أشهر والعلاج مجانا لكل الفترة .

وينتقل من شخص لآخر عن طريق الرزاز الصادر من المريض المصاب عن طريق العطس، الكحة أو الكلام ولا ينتقل عبر الإستخدام المشترك للأواني (أكواب، أطباق)، مشاركة الأدوات أو الملابس، ولكن من الضروري جداً غسل اليدين جيداً بعد السعال أو العطس وأن المريض يصبح غير معدي بعد أسبوعين من العلاج ويجب أن يتبع إجراءات مكافحة العدوى في المدة الأولى من العلاج.

ومن أعراضه سعال لمدة أسبوعين أو أكثر وعادة ما يصاحبه بلغم معه دم، تعرق ليلي، حمى ليلية، فقدان الوزن، ضيق في النفس، فقدان شهية، التعب بصورة عامة وشعور بعدم الصحة الجيدة.

ولمنع انتقال العدوى بالمنزل يجب فتح الأبواب والشبابيك لتهوية الغرف والسماح بدخول أشعة الشمس وذلك للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض.

وتحدثت دكتـورة إسراء أبو شامة، من البرنامج القومي لمكافحة الدرن، عن وبائية الدرن خلال 2019 بالسودان ، وقالت أن معدل حدوث الدرن في العالم حوالي 130 حالة لكل مائة الف حالة سنويا، ويقدر عدد الحالات ب 10 مليون حالة سنوياً، بنسبة اكتشاف 70٪، ويشكل عدد الوفيات عالميا حوالي 1.4 مليون، والرجال يشكلوا 56٪، والنساء 32٪، الأطفال 12٪. وهو واحد من أكثر عشرة أمراض مسببة للوفاة من الأمراض المعدية عالميا.

أما في السودان فإن معدل حدوث الدرن حوالي 67 في كل مائة ألف حالة، عدد الحالات يقدر ب29000 حالة سنويا، الحالات المكتشفة الآن 20164، أي حوالي 30٪ من المجتمع لم يتم اكتشافها، وتقدر نسبة اكتشاف تقدر ب 69٪، ومعدل الوفيات 9.9 لكل مائة ألف حالة، بما يعادل 2400 حالة وفاة سنويا، الرجال يشكلون 57٪، النساء 33٪، الأطفال 10٪، ومنذ العام 2000 وحتى 2019 انخفض معدل الوفيات من 42 إلى 9.9 .

وأن أعلى حالات الدرن في إقليم الشرق الأوسط 801.000 ، باكستان 69.4٪ ، أفغانستان 8.6٪، الصومال 4.8٪، المغرب 4.4٪، السودان 3.7٪. وأعلى معدل إصابة في إقليم شرق المتوسط، باكستان 265، الصومال 262، أفغانستان 189،المغرب 99.

ويوجد انخفاض تدريجي في معدلات حدوث الدرن والوفيات من الدرن بالسودان، ويهدف السودان أسوة بباقي دول العالم لاكتشاف 90٪ من الحالات وعلاجها بنجاح بنسبة 90٪-95 للقضاء على الدرن بحلول 2035

وأكدت د.إسراء أبوشامة من البرنامج القومي لمكافحة الدرن ، انتشار المرض وسط الشباب بما يؤدي إلى زيادة معدلات الإنتشار ويقلل من معدلات الإنتاج معتبرة الوصمة سببا رئيسيا في الإنقطاع عن العلاج .

وبلغ عدد حالات الدرن المبلغة في 2019 حوالي 20164 حالة، حيث لم يحدث تغيير كبير في عدد الحالات المبلغة خلال العشرة أعوام الأخيرة، وأن معدل اكتشاف الحالات 69٪ مما يشير الى أن 30٪ لم تشخص حالتهم ولم يتلقوا العلاج.

وأضافت أن ضعف الاكتشاف قد يقود لضعف التغطية بالخدمات وضعف الإشتباه من قبل الكوادر في بعض المناطق بالإضافة للوصمة المصاحبة لمرض الدرن.

وهناك زيادة في عدد الحالات المؤكدة ببكتيريا الدرن وقد يرجع ذلك لاستعمال جهاز الجين اكسيرت في التشخيص الذي تم استجلابه عام 2016.

وأن معدل تبليغ الحالات بولايات السودان المختلفة من 2015-2019 أعلاها البحر الأحمر، الخرطوم، كسلا، القضارف، النيل الأبيض، الجزيرة، النيل الأزرق وسنار. 9 ولايات قامت بفحص أكثر من 50٪ من المرضي خلال 2019.