ثويبة الأمين المهدي تكتب .. الأخلاق فطرة أم إكتساب؟.

 

هناك بعض الأخلاق تكون موروثة من طباع الآباء ومعاشرتهم وتعليمهم على هذه الأساليب .. مثل الغضب والكرم والبخل والحماقة ..أما الأخري قد تكون مكتسبة مثل الأسلوب الجميل .. طريقة الحوار … طرق النصح والارشاد .. وقد ترجع إلى الشخص إذا جاهد نفسه سوف يجد الطريق الصحيح للتوصل إلى الاخلاق .. لأن الأخلاق أو السلوك البشري هو مجموعة تصرفات وممارسات تتسم بالشمولية ابتداءً من الحركات التي تشمل جميع أشكال التواصل البشري والإنساني .. نجد في مجتمعنا السوداني أن بعض الأفراد حتى لو توفرت لهم الظروف التربوية المثالية فإنهم مع ذلك يكونون سيئي الأخلاق والطباع ولا تنفع معهم أي نوع من التربية .. وفي مقابل ذلك نجد أن البعض منهم على الرغم من سوء المحيط التربوي الذي ينشأون فيه إلا أنهم يكونون على مستوى عالي من الخلق والانضباط ..

لذلك لايمكننا الأخذ بالأدلة ومايتعامل به الأفراد كمحدد للتصنيف .. لأننا إذا أخذنا به سوف تنهار كل العملية التربوية.. لذلك يجب على الآباء تربية أبنائهم على بعض السلوكيات الجيدة للتعامل بها مع المجتمع طالما أنها مكتسبة.. ويمكن تطويرها كنوع من النتائج للتجارب المجتمعية والبيئية حتي نخرج من ذلك النفق المظلم .. خاصة بعد الإنفتاح والحريات في المجتمع الذي تحكمه عادات وتقاليد وموروثات لايمكن تجاوزها مهما بلغ بنا الأمر ..

فإذا نظرنا إلى سلوكيات المراهق نجدها تختلف عن سلوكيات الشخص البالغ الذي مر بخبرات أكثر من خلال تجاربه مع واقع الحياة الطويلة .. فدائماً مانجده كثير (المحاكاه) أو بمعني أخر كثير التجارب ..

فإذا نظرنا إلى واقع التجارب وأخذنا كمثال (السارق) نجده ليس ولد كلص أو مجرم .. ولكن من خلال التعامل مع بعض الأفراد سواء كان أصدقاء أو أقرباء أو غيرهم نجده أصبح يمارس هذه المهنة .. وربما قد يكون والده كان يمارس نفس مايمارسه إبنه .. بالإضافة إلى الشخص الذي يتعامل بوحشية مفرطة جميعها أساليب ليس أتولد بها الإنسان وإنما أخذ بها من المحيط المجتمعي سواء كان من داخل الأسرة أم خارجها .. لذلك يأتي السؤال هل الأخلاق فطرة أم إكتساب؟