الخرطوم: محاسن أحمد عبدالله
خاطبت الحاجة عائشة إبنة شقيقتها بصوت ملئ باللوم وعبارات شديدة اللهجة لعدم زيارتها لها بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها مؤخرا، جاء من الطرف الثاني صوت إبنة شقيقتها ملئ بالحنية مخففا من حدة خالتها قائلة لها:(معليش أعذريني وحقك علي بس، كمان ياخالتي المواصلات بقت غالية شديد وحرمتنا من التواصل).
تفاقم الأزمة
ماروته الحاجة عائشة يجسد الواقع الذي يعيشه المجتمع السوداني الآن وذلك بعد أن تفاقمت أزماته وجميعها تتعلق بالإقتصاد وحياة ومعاش الناس من بينها الزيادة المضاعفة لتعرفة المواصلات العامة التي تعتبر وسيلة النقل الرئيسية المعتمد عليها في السفر وزيارات الأهل والذهاب إلي العمل والمدارس أو الجامعات.
صلة الرحم
يعتبر الغالبية العظمي من أبناء الشعب السوداني من أكثر الشعوب المحافظة علي صلة الرحم بتواصلهم الدائم في الأفراح والأتراح وتفقد بعضهم البعض مهما كان بعد المسافة لايكترثون لها بل يكون همهم الوصول للشخص أو الجهة المعنية.
حرمان التواصل
تأثر عدد كبير من المواطنين من الزيادة الكبيرة التي طرأت علي تعرفة المواصلات نسبة لمحدودية دخل الكثيرون ومايجدونه من مال لايكفي معاشهم اليومي ووجود أسر فيها عدد كبير من الأفراد يتنقلون بالمواصلات العامة للذهاب إلي أماكن عملهم أو دراستهم ويرون أن زيادة تعرفة المواصلات حرمتهم من التواصل العائلي.
مضاعفة التذكرة
حول الموضوع تحدث عدد من المواطنين من بينهم الموظف صديق الطيب والأستاذ الجامعي عبود السر قائلين:(لقد تراجع تواصلنا مع الأهل وإكتفينا بالتواصل عبر الهاتف بسبب تعريفة المواصلات المرتفعة التي تكلف الفرد الواحد ألف جنيه هذا إذا كان المنطقة بعيدة وإذا بعدت المنطقة تتضاعف التعرفة، موضحين (لذلك قللنا التواصل لان ما نملكه من مال نحتاج إليه للأكل والعلاج والإيجار).
الاستعانة بالهاتف
من جانبها أوضحن عدد من ربات البيوت بأنهن تركن الذهاب إلى للمشاركة في الأفراح ويمكن شخص واحد يمثلهم وتركن الذهاب لزيارة المرضي والإكتفاء للإطمئنان عليهم بالهاتف مع الإعتذار ، مضيفات (رأينا بدلا من الذهاب لإكثر من ثلاثة أفراد من البيت الواحد للمشاركة في أفراح أو أتراح أن يذهب شخص واحد يمثلنا وما كنا سندفعه في المواصلات نعطيه كواجب ومساعدة للأسرة المقصودة.
السوداني