د. رجاء محمد صالح أحمد تكتب .. حين تتجلّى الوطنية في أبهى صورها… زيارة معسكر أزهري نموذجاً
في صباحٍ يعبق بروح التضامن، شدّت المبادرة الوطنية للإسناد وصدّ العدوان رحالها نحو معسكر أزهري بالعفاض – محلية الدبة بالولاية الشمالية، تحمل في قلبها نبض السودان وفي خطواتها عزماً لا يلين. لم تكن الزيارة مجرد وقوف على أحوال النازحين، بل كانت لوحة وطنية كاملة الألوان تُظهر كيف ينهض هذا الشعب كلما ظنّ الآخرون أنه انكسر.
ترأس الوفد د. إدريس بحر أبو قردة نائب رئيس المبادرة، يرافقه د. التجاني السيسي رئيس المسار الخارجي، والفريق عمر نمر نائب رئيس المسار الإعلامي، ود. موسى داوود ، والدكتورة رجاء محمد صالح رئيس لجنة المرأة بالمسار المجتمعي، وأ. محمد شرف الدين نائب رئيس المسار الإنساني، وأ. رويدا عيسى نائب ، ود. عماد بدوي .
دخل الوفد المعسكر فوجد ما يُعجز القلم عن وصفه:أهالي الشمالية… أهل النخوة والكرامة، قد جعلوا من تكاياهم بيوتاً لكل قلب موجوع، ومن سواعدهم حصناً يتكئ عليه النازحون.
تدفقت القلوب قبل المعونات، وامتدت الأيادي قبل الكلمات. مشاهد النساء اللواتي يقمن على إعداد الطعام، والشباب الذين ينظمون الصفوف، والشيوخ الذين يقودون المبادرات الشعبية لتقديم الدعم الذي يجسد معاني الاخوة السودانية … كل ذلك كان إعلاناً صريحاً أن السودان، رغم الجراح، لا يزال بخير.
لقد جاءت المبادرة الوطنية للإسناد وصد العدوان لتؤكد أن المعركة ليست معركة بندقية فحسب، بل معركة إنسانية وأخلاقية تُثبت أن قوة السودان في تكاتف أبنائه. وما رأيناه في معسكر أزهري هو جوهر الوطن الذي لا يُهزَم:
وحدة لا تعرف الجهوية، وقيم لا تهزمها الحروب، ومحبة تُعيد للإنسان إنسانيته وتمنح للوطن ملامحه الأصيلة.
إنها لحظة نحتاج جميعاً أن نتوقف عندها…
لحظة نقول فيها إن السوداني، أيّاً كان موطنه واتجاهه، هو سندٌ لأخيه، ودرعٌ لوطنه، وجدارُ صدٍّ في وجه كل عدوان.
وما قامت به الولاية الشمالية وأهل العفاض خاصة، ليس دعماً لمجموعة من النازحين فحسب، بل درساً وطنياً يُكتب بماء الذهب:
أن السودان حين يُحاصَر… يقف على قلب رجل واحد.
ختاماً، تبقى رسالتنا كما عرفها هذا الشعب العظيم:
لن نترك بعضنا ولن نخذل وطننا ولن نسلم رايتنا
فما دام في السودان أمثال أهل الدبة، وأمثال هذه المبادرة، فإن فجر النصر أقرب مما نرى.