محمد شعيب يكتب ..تحبير الواقع .. قضايا في اختبار نمر

 

لقد تم طي صفحة ،محمد حسن عربي، بوصفه واليا لولاية شمال دارفور لحكومة الفترة الانتقالية بعدما أدار شؤون الولاية لفترة تقترب لعام عمل في تلك المدة مع طاقمه في ظل الأوضاع المعقدة سياسيا، وأمنيا ، وإقتصاديا بتقديم تجربتهم الحاملة لبعض الايجابيات وفي الشق الأخر بعض السلبيات التي يجب أن يستفيد منها خليفته ،نمر محمد عبدالرحمن، المعين يوم أمس “الأحد” لقيادة دفة ولاية شمال دارفور.

سيكون أول أنبوبة الاختبار للوالي الجديد هو اختيار فريقه المعاون في هذه المرحلة البالغة التعقيد بعدما نفد صبر المواطن على تصرفات الحكومة الانتقالية لتحقيق أهداف الثورة، وإحداث تغيير في القضايا الرئيسة التي دفعت الشعب السوداني للانتفاضة والثورة لاقتلاع نظام المعزول “عمر البشير” ،وأن ذاك التغيير لن يتحقق أبدا دون الدفع بطاقم كفء مقتدر أمين يمثل كافة التنوعات والمكونات الاجتماعية حفاظا على أمن وسلامة الولاية من ناحية، وإيقادا لنور الأمل لتصحيح الأخطاء السابقة.

ويتبع ذاك الاختبار امتحان صعب مظرف في درج هذا التوقيت، يتطلب الاجتهاد أكثر وأكثر من إدارة نمر للاجتياز والعبور ألا وهو الموسم الزراعي حيث نشوب النزاعات والصراعات الدامية بين الرعاة والمزارعين ،وحصاد الأرواح بالسنابل نسبة لانتشار السلاح الذي عجزت الحكومة عن جمعه، وفرض هيبة الدولة على حامليه.
وكم رصدت أجهزة الإعلام المحلية الوقفات الاحتجاجية بالجثامين المرفوعة على الأعناق والسيارات أمام المنزل الرئاسي ،وأمانة حكومة الولاية نتيجة للمجازر التي ترتكب في مناطق معلومة في أركان هذه الولاية، ويكون وعد الحكومة تكوين لجنة للتحقيق وحينها تموت القضية بالكامل. فهلا وضعتم هذا الأمر في برنامجكم واستعديتم لمنع وقوع هذه السيناريوهات في هذا الامتحان المكشوف ؟

أعيد قولي الذي قولته للوالي السابق في أعقاب تعيينه مباشرة :” بأن الطريق لن يكون سهلا ومفروشا بالورود”. ناضلتم بالسلاح ضد الطاغية لسنوات طوال، وتكللت الثورة الشعبية بسقوط ذاك الطاغية، وكنتم ملوحين بشعارات تحقيق العدالة في التنمية العمرانية بمناطق الهامش ، وإفساح مجالا واسعا للمشاركة السياسية لأبناء وبنات الهامش السوداني، وأن دارفور فقدت أرتالا من الأرواح،وهجر سكانها ديارهم لمعسكرات النزوح واللجوء بعدما تعرضت بيوتهم وقراهم لقاذفات وصواريخ مدمرة . فالآن أنتم في السلطة ،والقرارات بين أيديكم في تحقيق تلك الشعارات. فلتكن ضربة البداية بذل الجهد والسعي لرتق نسيج هذه المجتمعات ،والصهرفي بوتقة واحدة. حققوا العدالة للضحايا، أخفوا مظاهر معسكرات النزوح ،واعملوا على عودة رعاياكم من معسكرات اللجوء إلى حضن الوطن،اعملوا على مخاطبة قضايا معايش الناس،وتوفير الخدمات من مياه،وكهرباء،وصحة،وتعليم. أصلحوا الخدمة المدنية ،واقضوا على مظاهر التمكين الاثني ،والقبلي، والحزبي، والجهوي، قدموا أنفسكم في ثوب القومية والوطنية، وحببوا مواطنيكم على فعل ذلك.

اعلموا أن المواطن السوداني جُبل على التفاؤل والفرح حينما يتقلد شخص جديد مقاليد السلطة أملا في إحداث تغيير للحالة البائسة إلى وضعية مأمولة ومرتجى، ولكن هذا المواطن أيضا سريع الحنق والغضب وقتما يفشل ذلك المسؤول من ملامسة أشواقه وتطلعاته،وحينها يبذل أهل الإعلام جهدهم لإبراز القضايا على الرأي العام ليس من أجل انتقاص شأن أحد بل من أجل ايجاد الحلول وتصحيح المسار.ويظل الإعلام هنا مراقبا للأداء القادم ويتصدى لكل الاختلالات التي ربما تحدث في ظل غياب ركن مهم من أركان السلطات ألا وهي السلطة التشريعية.

أخيراً وليس آخرا أعانكم الله على ما فيه خير للبلاد والعباد.