علي كل محمد عبدالقادر قطوعات الكهرباء.. استقيلوا يرحمكم الله!!

 

في الانباء ان وزير الطاقة ابلغ رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك امس بإستمرار قطوعات الكهرباء في شهر رمضان، يحدث هذا بينما تقدم المهندس خيري عبد الرحمن وكيل قطاع الكهرباء باستقالته عن المنصب بسبب تدهور الاوضاع واتساع الفجوة في الامداد الكهربائي.

احترم الباشمهندس نفسه وغادر الموقع حتي لا يتحمل فاتورة فشل الدولة الكبير في توفير الخدمة، قدم خيري نموذجا مطلوبا في العمل العام ، وبرا ساحته من لعنات المواطنين التي تلاحق المسؤولين صباح مساء جراء المتاعب التي يخلفها انقطاع التيار الكهربائي هذه الايام، لكن وزير الطاقة وعلي الرغم من كونه شريكا في التقصير لم يحدث نفسه بالاستقالة شانه شان بقية المسؤولين المقصرين في ملفات عديدة..

السؤال الذي يقفز مباشرة مع تامل اسباب ودوافع الباشمهندس خيري ، لماذا لا يستقيل الوزير او يقال ، بل لماذا لا يستقيل الاخرون الذين تسببوا في شقاء وعذاب الشعب السوداني. اداء المسؤولين عن الغاز والوقود والخبز والدواء ليس افضل من قطاع الكهرباء باي حال من الاحوال، لماذا لا نسمع عن استقالات اخري فقد ( قنعنا) من الاقالات بسبب التقصير . تتجدد وتتعدد الازمات دون ان تكون هنالك محاسبة او متابعة او رقابة لاداء القائمين علي امر الناس والنتيجة في النهاية هذه المعاناة التي يواجهها المواطن السوداني يوميا.

السؤال الذي يتردد بشكل اشمل كذلك، لماذا لا يستقيل الوزير وتتبعه الحكومة وهي بكل هذا التقصير الذي سلب المواطن نعمة الراحة والاستقرار ،وختم علي الناس بالشقاء والمعاناة، وما هو دورها في الاصل ان لم يكن تجنيب الناس الماساة والوقوف علي تدبير احوالهم بما يساعدهم علي العيش الكريم..

ليس هنالك اسوا من الاوضاع التي يعيشها المواطن هذه الايام بسبب قطوعات الكهرباء، يحدث كل هذا بالطبع وسط صمت رسمي وبرود حكومي، يرفض المسؤولون حتي الان الخروج علي الناس وتوضيح ما تبذله الدولة من جهود لتجاوز الازمات وانهلء معاناة المواطنين .

الباشمهندس خيري كان واضحا في تبيان اسباب التقصير الذي اوصل الحال الي ما هو عليه في قطاع الكهرباء بعد ان تزايدت القطوعات ووصلت الي اكثر من 16ساعة يوميا، خيري حمل مسؤولية ما يحدث للمالية التي مازالت تتحصن بالصمت وترفض توضيح اسباب تلكؤها في انجاز تعهداتها تجاه قطاع الكهرباء.

اتهم الباشمهندس خيري وزارة المالية بالنكوص عن التزاماتها بتغطية قيمة الوقود المستورد المقدرب (باخرتين شهريا)، ولم ينس التنبيه الي ان

الكهرباء لا تغطي تكاليفها من دخل التعرفة سواء كان بالدفع المقدم أو الآجل،حتي بعد كل الزيادة المضاعفة التي تم تطبيقها في بداية هذا العام حيث بلغ العجز حوالي 115 مليار جنيه، الامر الذي يستدعي ان تلتزم المالية بما تعهدت به من معالجات تضمن سد العجز في ميزانية تشغيل قطاع الكهرباء..

المؤلم في كل ما يحدث ان الدولة لا تنبئك اطلاقا بانها تستشعر اوجاع وهموم المواطن، واخشي ان تكون حكومتنا بلا حلول لمواجهة الواقع خاصة مع استمرار صمتها الغريب بينما دائرة ازمة الكهرباء تتسع يوميا، وفي ظل كل هذا الفشل لما يستقيل خيري وحده لماذا لايتبعه الوزير ، استقيلوا جميعا يرحمكم الله فقد فشلتم بنجاح..ومازلتم تمارسون الفشل اليومي في ادارة شؤون الناس…

  1. صحيفة اليوم التالي