تفاصيل صادمة .. تعرف على إفادات المتهم بقتل طبيب “العمارات” ووالدته

 

الخرطوم- البلد بوست

توصلت (الإنتباهة) الى معلومات جديدة حول جريمة مقتل الطبيب اختصاصي الانف والاذن والحنجرة الدكتور مجدى احمد الرشيد ووالدته فى منزلهم بالعمارات شارع (51). وكانت قوة من المكتب الفرعى للمباحث المركزية بولاية شرق دارفور التابع للادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية، قد تمكن من القبض على المتهمين الاثنين فى الجريمة، وتم ضبط عربة توسان تخص الطبيب، وتم ترحيل المتهمين الى الخرطوم حيث استقبلتهما شرطة ولاية الخرطوم واحيلا للتحقيق بقسم شرطة الدرجة الاولى التى تولت التحقيق فى القضية.

أصل الحكاية

بدأت القصة حينما اجرت ابنة الاسرة اتصالاً هاتفياً من دولة قطر للاطمئنان على والدتها، حيث درجت على الاتصال بوالدتها بصفة راتبة ودائمة للاطمئنان عليها، ولكنها فى ذلك اليوم لم تجد استجابة، وكررت الاتصال مراراً دون اجابة، وحاولت فى اليوم التالى دون اجابة، وكان جارهم ايضاً قد افتقد جاره الطبيب الذى درج على القاء التحية لجاره والقفشات ولكن دون جدوى. وتواصلت الاسرة مع الجار الذى قام بالاتصال باحد اقاربهم الذى وصل حيث عثروا على باب المنزل المكون من طابقين ويطل على شارع الاسفلت مغلقاً من الخارج.

وجرت محاولات لفتح الباب دون جدوى، فذهبوا الى قسم الشرطة وقاموا بالابلاغ عن اختفاء جارهم، وحضرت الشرطة الى الموقع، وكان كلما اقترب الشرطى من الباب زادت كثافة رائحة كريهة تنبعث من داخل المنزل، وبعدها قامت الشرطة باستدعاء مسرح الحادث واتخذت الاجراءات الفنية والجنائية، واستصدرت اوامر تفتيش من النيابة لاقتحام المنزل وتفتيشه وبالفعل تمت عملية الاقتحام.

روائح كريهة

تلاحظ ان هنالك انبعاثاً لروائح كريهة تفوح من داخل المنزل، وتزداد كثافة تلك الروائح كلما اقترب فريق الشرطة من الطابق الارضى، لتبدأ عمليات تفتيش المنزل، حيث عثر على آثار دماء قادت الى غرفة الخدم، وهى غرفة عبارة عن مخزن او غرفة استخدمت لاقامة الخدم، وهنالك داخل الغرفة عثر على جثة الطبيب التى بدأت فى التحلل وكان مضروباً بآلة صلبة حادة على الرأس كانت السبب فى ذلك النزيف وتلك الدماء.

وصعدت الشرطة الى الاعلى حيث كانت بجوار الباب (بطيخة)، وبحسب المعلومات فإن الام القتيلة كانت سيدة حريصة جداً على امان منزلها واسرتها، ولم يكن من السهل ان تترك باب شقتها مفتوحاً، وكانت لا تقوم بفتح الباب الا عقب الاطمئنان ومعرفة الطارق، وكانت التعليمات الدائمة انه فى حال احضار احتياجاتها ان تُترك بالخارج قرب باب الشقة، وهذا ما يفسر وجود البطيخة، وعندما دلفت الشرطة الى داخل المنزل عثرت على الام ملقاة على الارض وقد قتلت خنقاً، وكانت السيدة البالغة (75) عاماً قد قتلت خنقاً بالايدى ودون مقاومة واسقطت ارضاً، وغادر الجناة الذين يبدو انهم حضروا الى المنزل بغرض سرقة السيارة.

تحلل الجثث

وحسب التحليلات الاولية فإنه يرجح قتل الام قبل مدة من قتل ابنها، ولكن جثتها لم تتحلل بسبب ان التكييف ظل يعمل باستمرار وكانت الشقة ذات اجواء معتدلة وتميل الى البرودة، اما سبب تحلل جثة الابن فهو الجروح وسيلان الدماء والاجواء الحارة هى التى عجلت بتحلل الجثة.

والطبيب فى يوم الاحد عمل حتى المساء فى مستشفى البراحة، وقبيل قتله تواصل معه مسجل عيادته واكد له بانه سيحضر وان عليه ان يقوم بتسجيل المرضى وتحصيل اموال المقابلة كما هو معتاد، وتم تسجيل المرضى وتحصيل اموالهم وظلوا ينتظرونه لمسافات طويلة دون ان يحضر، واجروا اتصالا هاتفياً به ولكن هاتفه ظل مغلقاً دون استجابة، ولم يكترث الجميع لذلك الغياب ظناً منهم بان الطبيب ربما سافر بصورة مفاجئة.

وفور ورود البلاغ الى قسم الدرجة الاولى قامت شرطة الدرجة الاولى بزيارة مسرح الحادث واتخاذ الاجراءات الفنية والقانونية اللازمة، وشرعت فى التحقيق حول ملابسات الحادث، واصدرت نشرة باوصاف العربة التى اختفت من المنزل علماً بان العربة التوسان قام القتيل بشرائها قبيل ايام (اورنيك وارد).

 

“الكجور”.. الأبعاد الروحية لقبائل النوبة
ألترا صوت

لوحة (تمازج)

تلقت الادارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية (المباحث المركزية) نسخة من ذلك التعميم، وتم توزيعه على كافة مكاتبها الفرعية بالولايات، ووجه مديرها مكاتب الولايات بالمساعدة فى القبض على المتهمين الهاربين وتعميم نشرة باوصاف السيارة والمفقودات، كما تم توزيع اورنيك الجمارك الخاص بالعربة المفقودة على كل مكاتب الفرعيات، وشرعت الشرطة فى التحرى والتحقيق.

وكان الجناة فور ارتكابهم الجريمة قد غادروا الخرطوم بذات العربة المسروقة، ولكنهم قاموا بوضع لوحات عليها تخص قوات الجبهة الثورية الثالثة (تمازج) وهى احدى القوات الموقعة على اتفاق السلام وتنتشر قواتها بالخرطوم، واستغلوا تلك اللوحات فى عبور جميع المعابر الى ان وصلوا الى ولاية شرق دارفور.

وكانت المعلومات الاولية الواردة لدى المباحث المركزية تشير الى ان المتهمين وصلوا الى ولاية سنار، حيث تحركت قوات المركزية التابعة لفرعية سنار وقامت بتمشيط الولاية دون ان تعثر لهم على اثر، وبعدها امتدت المعلومات لتفيد بان الجناة موجودون بولاية النيل الازرق. وسارعت قوات الفرعية بتمشيط الولاية دون اثر الى ان توافرت معلومات بان هاتف القتيل قد التقطت اشارة منه بمدينة الضعين حاضرة ولاية شرق دارفور، وبعدها تم التنسيق مع الادارة العامة للسجل المدنى التى مدت المباحث المركزية بالمعلومات اللازمة، حيث اكدت المعلومات الواردة من المباحث المركزية وجود الجناة فى الضعين، وتم تحريك قوة المكتب الفرعى لولاية شرق دارفور التابع للمباحث المركزية وتحركت قوة بقيادة ضابط برتبة الملازم.

كمين محكم

وقامت القوة بعمل تمشيط وبحث ميدانى مكثف باحياء الضعين المختلفة، وتمكنت من تحديد مكان الجناة الذين تم التوصل اليهم بمنزل مستأجر بحى النهضة بالضعين، وتم نصب كمين وتطويق المنزل، وفى ساعة الصفر تمت المداهمة والقبض على المتهمين الاثنين اللذين تبين انهما ابناء عمومة، وان المتهم الاساسي استعان فى جريمته بابن عمه وانه تربطه به صلة معرفة بالقتيل، وانه ارتكب الجريمة بدافع سرقة العربة اورنيك الوارد، كما تبين انه يعمل باحد الكافيهات بمنطقة العمارات شارع (35)، ومن خلال التحريات تبين ان المتهم الاساسي من معتادى الاجرام وانه ارتكب الجريمة بدافع السرقة.

وضبطت بحوزة المتهمين ثلاثة هواتف نقالة، وضبطت السيارة وعليها لوحة (تمازج) وتم اقتيادهم الى الخرطوم واحضارهم حيث تسلمتهم شرطة الخرطوم، وتم تسليمهم لقسم الدرجة الاولى الذى باشر تحرياته، وتشير المعلومات الى ان الجناة لم يفصحا عن الجريمة ولم يتم تمثيلها بعد، كما اشارت المعلومات الى ان الجريمة وقعت ليلاً ومازالت التحريات معهما مستمرة.

إفادات المتهم

وكشف المتهم البالغ من العمر (21) عاماً انه ارتكب الجريمة لوحده دون ان يشاركه احد، وافاد بانه عمل مع الطبيب بمنزله لمدة ستة اشهر، وكانت وظيفته ان يأتى الى المنزل فى ساعات النهار والمساء، وان يقوم بملء خزان الماء بالمنزل، وان يقوم في الصباح بتنظيف الاشجار والباحة الداخلية للمنزل من ورق الاشجار، وكان يتقاضى راتباً على تلك الوظيفة، ويعمل بجانب عمله فى الكافيه، ولفت المتهم الى انه قام بشراء اللوحة التابعة لقوات (تمازج) من السوق العربي وقام بوضعها على السيارة حتى يتمكن من العبور.

واضاف المتهم بان الاسرة كانت قد منعته من ادخال ابنتهم في المنزل بحجة انها مريضة عقلياً، واخبروه بانه فى حال اتى اي شخص لزيارتهم او السؤال عنهم ان يجيب بانهم غير موجودين، وافاد بانه كان لديه مفتاح من المنزل يستخدمه فى الدخول في المنزل، وانه بعد ان اكمل ستة اشهر قرر السفر الى اسرته، واخبر الطبيب بذلك، وافاد بانه كان موجوداً بمنزل الطبيب حينما قام بشراء العربة التوسان.

تفاصيل القتل

وكشف المتهم انه فى ليلة الجريمة لم يكن لديه المفتاح لانه سلمه قبل تركه العمل بالمنزل، وانه حينما حضر قام بتسور المنزل ودلف الى الداخل، وظل مختبئاً ثلاث ساعات منتظراً حضور الطبيب الذى حضر بسيارته الصغيرة وقام بادخالها وايقافها خلف التوسان، وقفل الباب بالطبلة ومن ثم توجه صوب الشقة، واضاف بانه تسلل خلف الطبيب وعاجله بضربة على رأسه بحديدة بينما كان يقوم بفتح باب الشقة للدخول، وافاد بانه ضربه بالحديدة على رأسه من الخلف حتى جلس ارضاً وكان وقتها يعانى من الم الضربة، واضاف بانه امره بان يجمع يديه الى الخلف، وقام بربطها بقطعة قماش كما افاد، واضاف انه خاف من ان يتمكن الطبيب من الغدر به، فقام بضربه مرة اخرى بالحديدة حتى سقط على وجهه وقام بسحبه الى داخل غرفة الخدم، ومن ثم صعد الى الشقة ودلف الى غرفة القتيل، وشرع فى تفتيشها بحثاً عن الاموال، وعندها سمع صوت والدته تنادى ابنها ظناً منها انه هو، وحينما لم يستجب لها ظلت تقترب من الغرفة، وعندها حاول الخروج من الغرفة وقام بدفع الام حتى سقطت ارضاً، وقام بربطها بطرحة وتكميم فمها حتى لا تصرخ ونفى ان يكون قد قام بخنقها.

وواصل المتهم اعترافاته، وافاد بانه ترك الام على الارض وسارع الى الطبيب، وعندها وجده قد بدأ فى التخلص من القطعة فسارع بضربه بالحديدة للمرة الثالثة على رأسه، وبعدها قام باحضار حبل وتوثيقه به.