من رحم المعاناة : أبوبكر محمود يكتب .. البلد في حالة عمار وليس للدمار

من رحم المعاناة : أبوبكر محمود يكتب .. البلد في حالة عمار وليس للدمار

 

الموضوع حساس وسأكتب بكل تجرد وشفافية دون وضع للمساحيق والتكلف.. الرجل الذي حضر للعاصمة الادارية بورتسودان في أواخر شهر ديسمبر من العام الماضي اقنع عتاة الاختصاصيين الهنود بمقابلة مئات المرضى السودانيين خاصة مرضى السرطان .. يستحق من الناس وكافة الفئات التكريم بدلا من أن يظلم من بعض أعداء النجاح .. وبحكم عشرتي وصداقتي للدكتور جلال حامد داؤود فالرجل يكن محبة واحترام لبلده السودان ويتجسد ذلك في سلامه وحنيته مكتفيا بعبارة يديك العافية .. حينما حضر حامد للسودان كان هدفه رد الجميل لبلده ومسقط راسه السودان وذلك باعلانه عن مبادرة توطين العلاج بالسودان .. وقتها لم يظهر أى مسؤول لمباركة تلك المبادرة التي لايرجو منها سوى الأجر والثواب من الله .. واقسم بالله وخلال تغطيتي للعمليات الجراحية والمقابلات التي أجراها الاختصاصيين الهنود للمرضى السودانيين بمستشفى الموانيء لم الحظ سوى عبارات الشكر والثناء والدعوات للدكتور الذي كان يأتي للمستشفى صباحا ومساء هاشا باشا طويل البال .. بل هناك أولياء المرضى السابقين الذين من الله عليهم نعمة الشفاء تسابقوا لتكريم دكتور جلال منهم الآن من صار طبيبا ومهندسا .. فالرجل وجد تكريما من عدة دول فمن باب أولى أن يجد منا التقدير والاحترام .. وفي جانب آخر نجده مهتم بقضايا الشباب وما اعماله الدرامية التي انتجها بحر ماله مثل سكة ضياع ودروب العودة إلا تجسيدا لتلك المعاني والقضايا .. وهذا مما دعى وزيرة الشباب والرياضة باختياره مستشارا فالدكتور جلال لاتهمه المناصب وحب السلطة والظهور.

 

زيارته الأخيرة لرواندا كانت لأجل المشاركة في مهرجان فرحة السودان بانتصارات القوات المسلحة والتي ذهب إليها من حر ماله وتكفل بنفقات المهرجان الذي حضره خمسة آلاف سوداني من بينهم لاجئين وهناك تم اقامة حفل تأبين للرمح الملتهب الراحل دكتور علي قاقربن ومعروف أن جميع أفراد الشعب السوداني خلال المناسبات يعبرون عن فرحتهم بالرقص العفوي.

 

قامت الدنيا وامتلات بعض الاسافير بمشاركة دكتور جلال للشباب فهو مسؤول بوزارة الشباب ورجل درامي تهمه قضايا الشباب فانه لم يخرج عن المألوف وفي هذا الجانب نرى أن هناك من يتربصون بوزارة الشباب والرياضة بعينها فالرجل لايحتاج إلى منصب.. ولكن هيهات فارادة الرجل وعزيمته لاتلين ولايلتفت لمثل بعض الأصوات النشاذ وهمه في الأول والاخير السودان ورفعته .. فتصوروا رجل اقنع اختصاصيين في اتون الحرب أن ياتوا إلى السودان هل ستعطله مثل هذه المهاترات .. والقمم دائما مستهدفة واغلب الناس يحترمونه ويقدرونه .. ليس من رأى كمن سمع.