الفنجان:د. النور جابر محمد يكتب .. لله أناس اختصهم بقضاء حوائج الناس
كثير ما قد تنسينا الحياة الفانية ونعيمها الزائل وحروبها الطاحنة أنين الجياع ومعاناة المرضى والحفاة العراة والأرامل والأيتام والعجزة وأصحاب الحاجات الخاصة، فى بلادى تدور حرب طاحنة منذ عامين راح ضحيتها نفر عزيز من شباب السودان أكاد اجزم أن طاحونة الحرب طالت كل بيت سودانى به من شهيد أو جريح واخر مقعد عن الحركة، وهناك أيتام وارامل من النساء وعجزة ومسنين افقدتهم هذه الحرب اللعينة من كان يقوم بتدبير شأنهم من معاش وكساء ودواء وختان ويأتى لهم من مجال عمله حاملا لهم ما يحتاجون أسوة بأطفال ونساء الاخرين ولكن الحرب اللعينة أفقدتهم الزوجة زوجها، والابن حنان أبيه للأبد…،
هؤلاء قد لايحس بهم اليوم أحد فى زحمة الحرب حتى اليتامى الذين أفقدتهم الحرب من يرعاهم ويعول أمرهم، اليوم يتجولون فى الطرقات والبيوت والأسواق طلبا للقمة عيش كريمة كان يوفرها لهم الأب الشهيد!! وتراهم وأمهاتهم يتحاومون وعيونهم غائرة مكحلة بالغبار عليها بقايا من دموع يسألون الناس فى ذل وانكسار… عفوا أيتها الأرملة وأيها اليتيم هؤلاء الذين تسألونهم سد الحوجة ليست لهم أذن يسمعون بها الا أذن يتابعون ويستمتون بها عن اخبار الحرب اللعين!! ومن شدة اندماجهم لمتابعة سير المعارك من خلال الوسائط ينتهرون هؤلاء متناسين قوله تعالى ( وأما السائل فلا تنهر)، ولكن اليوم نعيش زمان اليتيم فيه يقهر!! ومن لمثل هؤلاء يسد جوعتهم ويكسى أجسادهم المنهكة العارية وأرجلهم الحافية لكأنها أهديت غذاء لطن الشوك وسموم رمضاء الحر!!
رغم هذا التناسى من الكثيرين الا أن هناك أناس هداهم الله لفعل الخير وحبب الخير فيهم لقضاء حوائج هؤلاء المنسيين، ومن بين هؤلاء النفر ابن الكلكة البار ( محمد حمودة محمد حامد)، الذى غلب اسم الشهرة عليه( دحدوح)، لك ترفع القبعات اخى “دحدوح” وأنت تتذكر هؤلاء اليتامى فى وقت تناسى فيه الكل وتغافل اخرون أن أبناء الشهداء لهذه الحرب!!
فهم لا بواكى لهم وأنت اليوم تبكيهم وتعزى فيهم بهذا العمل المبارك وتقوم بعمل ( ختان جماعى لعدد 24)، من أبناء شهداء (القوات المسلحة والدعم السريع) فى احتفال فخيم عند ضاحية( أبيض التبلدية) ” الدبكراية “، كما يحلو للاخرين، وسط فرحة الأهل والأمهات الأرامل حقا يوم اختلطت فيه دموع الفرع بدموع الحزن على هذه الحرب التى أفقدتهم حنوء الأبوه.
ما قمت به أخى” دحدوح”، من حر مالك دون أن تشاركك أى جهة خيرية أو فاعل خير… نحن لجد ممتنون لك انابة عن الشهداء وأسرهم نقول لك جزاك الله خيراً وستجد هذا العمل المبارك فى يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم، وها أنت بصنيعك هذا تتقرب لله بقلب وعمل سليم.
رشفة أخيرة ما فعله دحدوح ( رسالة)، فى بريد الاخرين أن الحرب خلفت الاف مؤلفة من اليتامى والأرامل يحتاجون لرعاية، ورسالة للذين يدقون طبول الحرب أن يلتفتوا لأسر الضحايا بمثل اهتمامهم بالحرب لابد أن يدركو هناك ضحايا حروب وهؤلاء اليتامى جزء من كل، شكرا (دحدوح) الرسالة الأخيرة كونك لا تفرق بين الشهداء ( جيش، ودعم)، مفادها علينا أن نترك خطاب الكراهية ونبنى وطن يسع الجميع نعمل على ما اتفقنا واجمعنا عليه كشعب ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه فالأوطان تبنى بالسلام وليس بالسلاح وستبقى بعملك هذا كبير فى وقت صغر وجبن فيه الكبار وفى الختام نهديك حديث المصطفى(ص) أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة، جعلنا الله واياك من أهل الجنة. alnourgbir@gmail.com