الفاتح بهلول يكتب في ضل الغيمة .. الميكافلية في أبهى صورها 

الفاتح بهلول يكتب في ضل الغيمة .. الميكافلية في أبهى صورها

 

مبدأ الغاية تبرر الوسيلة عبارة عن نظرية المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي في القرن السادس عشر نيكولو ميكافيلي  حيث يعتقد أن صاحب الهدف باستطاعته أن يستخدم الوسيلة التي يريدها أيا كانت وكيفما كانت دون قيود أو شروط. فكان هو أول من أسس لتلك القاعدة واعتبرت هذه القاعدة هي الانطلاقة الأولى التي ينطلق منها كل من يُريد أن يأخذ شيئاً بطرق مختلفة، و يضعها نصب عينه بل ويتبناها لتبرر له الاستبداد وممارسة الطغيان والفساد الأخلاقي. ويرى مياكافيلي ضرورة استخدام العنف و القوة مبررا ذلك بأنه يولد الخوف، لكن ! أيعقل أن يُترك المرء لاختيار أية وسيلة لتصفية الحسابات في دول يسود فيها القانون ؟ أم إن قانون الغاب هو القانون السائد كما شاهدناه من خلال مزبجة العصر ضد شعب الروهينغا ، بيد أن ذات الفظائع نشهدها اليوم في السودان ومبدء الكيل بمكيالين بعد الافراح التي ابكت الملايين و قال الشعب كلمته في كافة مدن السودان عقب تحرير صُرة السودان من قبضة مليشيا الدعم السريع التي افسدت و أهلكت و إغتصبت وازلت و نهبت مواطن ود مدني بغوغائية ممنهجة لأكثر من عام بيد أن الممارسات و المشاهد التي تداولتها وسائل التواصل الإجتماعي حولت تلك الفرحة إلى حزن اليم شاهدنا كيف يقتل الرجل زبحاً كالشاة من الوريد إلى الوريد و شاهدنا ايضاً كيف يًلقى المرء من على الجسر وقبل أن تحتضنه مياه النهر ينهمر الرصاص عليه كالمطر حيث تقول الدلائل على أن جُل الذين قُتلوا من سُكان الكنابي المتعاونين مع الدعم السريع تماشياً مع النظرية الميكافلية بأن هؤلاء هم من اجرم بحق إنسان الجزيرة ليبقى السؤال المُلح يطرح نفسه هل ياترى قد صارت المليشيا قدوة في الأفعال و الأقوال؟ أم إن أخذ الحق باليد قد بات سمة من سمات هذه الحرب ؟ أين ذهب حكم القانون الذي يكفل للجاني بالدفاع عن نفسه ؟ أليس ما يحدث بالجزيرة يتنافى مع قول رسولنا الكريم لأهل مكة حينما قال لهم اذهبوا فأنتم الطُلقاء ؟ اما علم هؤلاء أياً كانت سلطاتهم بأن التصفيات بهكذا اسلوب فتنة نائمة يوقظونها؟ .

 

نعم هنالك إنتهاكات قد حدثت بقرى الجزيرة وثقت لها المليشيا بنفسها لكن هذا لا يخول بأن تكون ردة الفعل بهذا العنفوان و هذه القسوة التي بدورها مثلت مصدر قلق في ان الحرب الدائرة قد اخذت منى اكثر خطورة على خلفية ذلك لابد للسلطات أن تقتص من هؤلاء القتلة و تقدمهم لمحاكمة عاجلة لأن الشواهد ماثلة من خلال توثيقهم لأنفسهم كما فعلت المليشا علاوة على التدخل الفوري لحماية ما تبقى من أنفس بالكنابي و القرى الاخرى فإن من بينهم من وقف في صف الوطن بالتالي إيقاف هذه التراجيدا يتطلب نزول قوات مُحترفة في حماية المدنيين ، نعم أصدر مكتب الناطق الرسمي للجيش بيان يستنكر ما حدث إلا أن التحدي الأكبر يكمن في ملاحقة الجناة و تقديمهم للعدالة بذات القدر القضاء أولى بكل من ساند المليشيا.