دفتر حضور : نسرين خليفة تكتب .. قصاصات نثرها البارود
الحرب ألقت على ظلالها القاتمة على المرأة السودانية وهي الأكثر معاناة فهي إما ناجية من العنف المبني على النوع وإما نازحة هجرت بيتها وعشيرتها واما لاجئة فرت من نيران الصراع ورغم كل هذا الضرر فهي تحمل مسؤولياتها قبل امتعتها مسؤوليتها كأم وزوجة وإمرأة لها دورها البارز في الأسرة والمجتمع .. لم يثنيها الفقد والألم عن الطبخ ورعاية أطفالها والعمل بجد ومحاولة العيش بصورة أفضل.. التحية للمرأة وهي تواجه التحديات بصبر وجلد يفوق الوصف .. المرأة في هذه الفترة تحتاج إلى دعم نفسي واجتماعي واقتصادي ..
معنون إلى جهات الإختصاص ومنظمات المجتمع المدني ..
عدد كبير من الأطفال لم تتاح لهم الفرص المواتية لتلقي التعليم إبان فترة الحرب إما بسبب تواجدهم في مناطق صراع وولايات غير آمنة مما جعلهم عرضة للعنف والإختطاف والإختفاء القسري والتجنيد الإجباري .. أو بسبب الوضع الإقتصادي مما اضطر كثير من الأسر إلى الدفع بأبناءها للعمل في مهن هامشية لتوفير الاحتياجات الضرورية لأسرهم مما عرضهم لخطر التعرض إلى العنف المبني على النوع ( جنسي ، جسدي ، نفسي ) والإستغلال أو بسبب الهجرة إلى خارج السودان وعجز أسرهم عن دفع رسوم المدارس المرتفعة بسبب انعدام فرص العمل لرب الأسرة أو العمل بمرتبات ضعيفة لا تفي متطلبات الأسرة الضرورية مما نتج عنه خروج عدد من الأطفال من منظومة التعليم وانتشار عمالة الأطفال بصورة كبيرة خاصة بين الأسر السودانية المتواجدة في جمهورية مصر العربية.
عندما وطئت قدماي أرض وادي حلفا ارسلت رسالة لزميل سألته ببراءة كم من الساعات تتطلب وصولي إلى بورتسودان اجابني : تحتاجين إلى يومين ضحكت باستغراب وانا اهتف : لكن بورتسودان وحلفا قريبين في خريطة السودان ، اجابني في سخرية : مافي طريق دغري ومباشر انتي حتمشي بدنقلا مرورا بارض المحس وصولا إلى مروي والبركل وكريمة ثم عطبرة وبعداك تتجهي على بورتسودان .. اكتشفت ساعتها انني راسبة جغرافيا وتاريخ وتنمية عمرانية وأن السودان ومصر أشقاء تربط بينهما أواصر التاريخ والجوار ومياه النيل ولكن هنالك بون شاسع بينهما في التخطيط وتنمية البني التحتية.. نريد شبكة مواصلات داخلية وخطوط سكك حديدية تربط بين هذا القطر المترامي الاطراف ، نريد أن يصل البركاوي والقنديلة إلى اقاصي جبل مرة وهو رطب وان يصبح البرتقال أبو صرة في متناول اليد في بورتسودان وكسلا والقضارف .. وان تخضب نساء دارفور بنانها بحنة الدامر العريقة.
توقيع أخير :
متى تزهر شجيرات الحناء في بلادي