حواف حادة : نازك يوسف العاقب تكتب .. حواف أشد حدة
قرائي الأعزاء كنت أظن أن حواف قلم الكاتب حادة بشكل يجعلها أشد تاثيرا في المجتمع عن كل مما سواه، حتى عشنا سبتا غير كثير من مفاهيمنا للحياة جعلنا نرى الحياة بصورة لم نكن نراها من قبل كشف حقائق وغيب أخرى، أو لنقل جعلنا نرى الحياة بصورة لم نكن نراها من قبل جعلنا نراها بصورة اكثر وضوحا وأشد عمقا.
تغيرت نظرتي للقلم.. لم يعد في يدي كما كان، فلقد رايت حواف الرصاصة الأكثر حدة وهي تحرق الأرواح فتزهقها وتقتل الحياة والاحلام والاماني وتركتنا في حالة ذهول لاننا كنا نطن أن هذه الرصاصة إنما هي صنعت لتحمى المواطن من يهدد أمنة، لا أن تكون هي مصدر الخوف والرعب والقتل والتشرد والنزوح.
لقد رأينا اناسا هم أشد حدة من الحديد وأشد قسوة من الحجر لاقلوب لهم ولاعقول، لانستطيع ان نقول انهم سودانيون بل لا نستطيع أن نقول انهم بشر.
ان حدتهم تطغى على كل شئ، فتشق روحك وعقلك من الذهول.. ثم عشنا ورائينا اشد انواع الحواف حدة واكثرها خسة، انها حافة خائنة للوطن والأهل والعرض ممن كنا نظن انهم حماتة.. حواف الخيانة التي طعنت الوطن في مقتل وهو ينظر إلى ابنائة يخنوه يسلمونه الى اعدائية مقابل حفنة من المال ولا يهابون لارضهم وعرضهم.
ان الحواف الشيطانية الحدة التي انطلقت في وطننا المسالم وفي اهلة الطيبين تمزق نسيجهم الاجتماعي وتبيع الأرض والعرض وتنشر النهب والسلب والاغتصاب هي حواف أشد مما كنت اظن حتى انها اسقطت من يدي القلم الذي كانت حوافة الحادة في استراحة لمدة العامين، وهانا انازع نفسي لتلتقط القلم وتسن حوافة لعلة يكون كمشرط الجراح ليعالج بعضا مما شوة وجه الوطن من حواف كانت ومازالت أشد حدة.