أسماء سليمان تكتب.. البوح جهراً .. حميدتي .. ما وراء المظهر الخانع

أسماء سليمان تكتب.. البوح جهراً .. حميدتي .. ما وراء المظهر الخانع

لا ينكر أحد ان الكثيرين من أبناء الشعب السوداني الصابر أثلجت صدورهم و انفرجت أساريرهم بعد الإنتصارات و الضربات القوية التي وجهتها القوات المسلحة لمليشيا الدعم السريع ،و التي أعقبت مشاركة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها رقم 79 بنيويورك في نهاية ديسمبر المنصرم.

و لكن المفاجأة غير السارة هي ظهور قائد المليشيا محمد حمدان دقلو بخطابه المفاجئ منذ يومين بعد هزيمته النكراء بجبل موية ، و المثير للاندهاش هو ظهوره بمظهر الخاضع الخانع أو المهزوم المغدور و المغلوب على أمره ..و حديثه الذي يحاول فيه كسب تعاطف للمرجفة قلوبهم و الحديث الغير المنطقي عن استهداف الجيش لهم دون رحمة في محاولة مهزوزة لاستدرار العطف من جهات جاهلة .. كما إصراره على نفي تهم السرقة و النهب عن مليشيته ذات المذهب التتاري.

و لكن المتمعن في خطابه يظهر له جلياً أنه حمل في طياته بعض التهديدات بالعودة مرة أخرى و استلام جبل موية من بين اأنياب القوات المسلحة .. و هنا يمكننا القول إن الرجل يعني كل كلمة يقولها أنه لن ييأس من المحاولات لكسب الحرب و التي تعتبر حرب وجودية بالنسبة له و لحلفائه و حرب بقاء لأنهم يعلمون يقيناً أن انتصار القوات المسلحة يعني فناءهم و إلى الابد.

من المؤكد أن ظهور حمدتي بمظهر المهزوم إنما هي إستراتيجية و تكتيك حتى ترخي القوات المسلحة من قبضتها حول عنقهم كي يتسنى لهم فرصة البحث عن أوكسجين لضخ الحياة في اوردتهم وشرايينهم من جديد .. ما يمكنهم من العودة لأحكام قبضتهم على بعض المدن .

فليس من المنطقي أن تكف الدول الممولة المليشيا عن دعمها بين عشية و ضحاها .. ما يعني حيادها عن الهدف الرئيسي للحرب الدائرة لعامين و هي السيطرة على مفاصل الاقتصاد السوداني بما يصب في مصلحة تلك الدول .. و اعتقد أنه من محدودية الذكاء تصديق ما حاول حميدتي لفت النظر إليه في خطابه و حديثه المستهلك عن الإسلاميين و المؤتمر الوطني.

و في الحقيقة أنه يريد القول إننا سنتقاتل حتى آخر رجل و اخر رصاصة و هذا ما يجب التركيز عليه و فهمه.