لماذا (ثورة ديسمبر) في هذا التوقيت !!

لماذا (ثورة ديسمبر) في هذا التوقيت !!
إبحار : دعاء محمد محمود

لا يخفي على أحد أن (ثورة ديسمبر) المجيدة التي اطاحت بنظام البشير بعد ثلاثين عاما من الحكم هي (ثورة عظيمة) بمعنى الكلمة .. ثورة كانت وستظل بصمة في التاريخ السوداني شاء من شاء وأبا من ابا ولذلك فأن الحديث عنها بسوء يصبح كمن يصب الزيت على النار ..وبالتأكيد أنا هنا ليس للحديث عن (الثورة ) ولكن عن سر إثارتها في هذا التوقيت فالمتابع لوسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام يرى كيف ( هاج) شباب ثورة ديسمبر من جديد وكيف أصبح لا حديث لهم سواء الدفاع عن ثورتهم
ولكن ليعلم ( الديسمبريون) وهم الذين أطلقوا على انفسهم هذا الإسم تيمنا بشهر الثورة أن الشعب السوداني كله (ديسمبريون ).. والقيادة العامة تشهد على ذلك .. فلم يكن الشباب وحدهم حضورا فيها .. بل كانوا شيبا ونساء ورجالا واطفالا .. ولا يجب المزايدة على من هم أكثر وطنية، فالشعب السوداني كله وطنية وكله أدرك أهمية الوطن بعد اندلاع هذه الحرب اللعينة .

ولكن حتى أقف على سر الحديث عن ثورة ديسمبر هذه الأيام وبهذه الكثافة وعن أسباب هذه ( الثورة الالكترونية) الجديدة بحثت فوجدت إن أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وهو شاعر شاب قام باستفزاز هؤلاء الشباب من خلال فيديو ملئ ب( الترهيب والوعيد) وقال : (بأن من سيردد شعارات الثورة التي تمس الجيش فسيقابله ( متك وفتك حقيقي) وان مصيره سيكون مجهول ولن يعرف أحد عنه شيئا ).. أقول لهذا الشاعر ( لا لاثارة الفتنة) فالكل علم مكانه الجيش حتى شباب ثورة ديسمبر أصبحوا يعون أن البلاد تقوم على جيوشها وإن (من لا جيش له لا وطن له ).

وعلى هذا الشاعر ومن ينتهج نهجه بسلوك الوعيد والتهديد أن يفهموا إن شباب ثورة ديسمبر هم ( الجيل الراكب رأس) .. فلا لهذا السلوك في هذا التوقيت تحديدا خاصة وان هناك من يعمل على استغلال الفرص من العملاء والخونة الذين يسعون ان يسحبوا البساط من تحت أقدام الجيش الذي التف حوله كل الشعب السوداني .

اخيرا ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) فأصحاب عبارة ( بل بس) هم شباب ثورة ديسمبر لا غيرهم لذلك ابتعدوا عن كل حديث يثير الفتنة وتحديدا في هذا الوقت.