نسرين خليفة تكتب.. دفتر حضور .. حكامات الميديا (2)

نسرين خليفة تكتب.. دفتر حضور .. حكامات الميديا (2)

لا يخفي على الجميع الآثار التي تركتها الحرب بداية من النزوح الكبير للمواطنين ومفارقتهم لديارهم والخسائر التي تكبدوها في الأرواح والممتلكات وفقدانهم للوظائف التي كانوا يشغلونها او مصدر الدخل الذي كانوا بسترزقون منه مما أدى إلى تفشي العطالة بصورة كثيفة وزيادة عمالة الأطفال واتجاه عدد كبير من الشباب والرجال والنساء والأطفال للبحث عن أي فرصة عمل يمكن إن يسد الرمق ويخفف من وطأة المعيشة التي اجبرت كثير من الاسر السودانية إلى النزوح لمراكز الايواء واتخاذها مسكنا ومأوى بعد الارتفاع الجنوني في اسعار ايجارات العقارات.

هذا قيض من فيض بالنسبة للمعاناة التي يعيشها أهلنا سواء كانوا نازحين من الولايات التي اصبحت تحت سيطرة الجنجويد او مستضيفين لاقاربهم وجيرانهم ومعارفهم في الولايات الآمنة .. فكان أجدر بهولاء الحكامات سواء كانوا نازحين او مواطنين بدلا من تواجدهم في وسائل التواصل الاجتماعي وتسابقهم على تلقف اللايفات والفيديوهات والاخبار ونسخها على القروبات والقروبات المجاورة وبث المواد فارغة المحتوى التي لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تخدم أي غرض هادف يمكن ان يخدم الوطن او المواطن.. ان يلتفتوا إلى مشاكل المجتمع من حولهم على محيط البيوت التي يقيمون فيها ومراكز الايواء .. المستشفيات وتفقد حال النازحين فيها بدلا من ( نسخ – لصق ) التي يقضون بها يومهم دون التأكد حتى من مصداقية الخبر المنقول.
نواصل