الدكتور عبد الله الطيب علي الياس يكتب .. جرد حساب ما بعد معركة سنار اخر معارك حرب الكرامة ..( 2 من 2)
الدكتور عبد الله الطيب علي الياس يكتب .. جرد حساب ما بعد معركة سنار اخر معارك حرب الكرامة ..( 2 من 2)
هلك في هذه الحرب الضروس المدمرة من الجنجويد من أصل (620) الف هم إجمالي الجنجويد الذين اشتركوا في هذه الحرب نحو (330) ألف هالك، ويمثلون نسبة (53%) من إجمالي قوات المليشيا التي اشتركت في الحرب, منهم (245) ألف مرتزقة أجنبي ويمثلون نسبة (74%)، ومنهم (85) ألف متمرد سوداني، ويمثلون نسبة (26%).
فر منهم بجلده من ميادين المعارك نحو (270) ألف جنجويدي ويمثلون نسبة (43%) من إجمالي قوات المليشيا نصف هذا العدد مصابين إصابات مختلفة من الجروح الخفيفة وحتى العاهات المستديمة، وبقي منهم في ميادين المعارك نحو (20) الف جنجويدي ويمثلون نسبة (4%)، وردت هذه المعلومة الأخيرة ضمن افادات الاسير التجاني الماهري، الشهير بماني قائد.
بلغ متوسط التجنيد في الفترة من 15 أبريل 2023م وحتى 15 أبريل 2024م (27.5) ألف جنجويدي شهريا، حيث تم تجنيد (330) ألف جنجويدي، منهم (250) ألف مرتزق أجنبي، ومنهم (80) ألف متمرد سوداني.
بلغ متوسط التجنيد في الفترة من 15 أبريل 2023م وحتى 15 يوليو 2024م (23.3) ألف جنجويدي شهريا، حيث تم تجنيد (350) الف جنجويدي، منهم (265) ألف مرتزق أجنبي، ومنهم (85) ألف متمرد سوداني.
بلغ متوسط التجنيد في الفترة من 15 أبريل 2024م وحتى 15 يوليو 2024م (7) ألف جنجويدي شهريا، حيث تم تجنيد (21) الف جنجويدي، منهم (15) ألف مرتزق أجنبي، ومنهم (6) ألف متمرد سوداني.
بمقارنة متوسط التجنيد في السنة الأولي بمتوسط التجنيد في السنة الثانية نجد ان التجنيد في السنة الثانية انخفض بنسبة (74%) عن السنة الأولي.
من العوامل الرئيسة التي ادت إلى سير المليشيا في إتجاه الانهيار التام، الضربة الموجعة التي تلقتها في مدينة الفاشر بمقتل قائدها الأبرز علي يعقوب الذي كان يمثل حلقة وصل المليشيا بدويلة الشر وكيلة التحالف في حربه ضد الشعب السوداني، اضافة الى تحرك القوات المشتركة من الجيش السوداني والحركات المسلحة في حدود السودان الغربية مع كل من تشاد وأفريقيا الوسطي مما تسبب في قطع الطريق على امدادات المليشيا العسكرية القادمة من دويلة الشر عبر دولتي تشاد وأفريقيا الوسطي.
التزام القوات المسلحة السودانية التزاما قاطعا بخططها العسكرية المحكمة احكاما دقيقا، والتركيز على اهدافها المحدد بدقة متناهية وعدم الإنحراف وراء استفزازات المليشيا المتعددة والتي تخطت فيها كل الخطوط الحمراء وهي في مأمن من ملاحقة ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي تفعل كل تلك الفظائع نيابة عنه، اضافة الى ذلك الصبر الجميل الذي تحلت به القوات المسلحة في انتظار تحقق النتائج المرجوة من خططها المهنية الصارمة.
ومن العوامل الرئيسة التي ادت إلى سير المليشيا في إتجاه الانهيار التام هي الأداء المهني المميز الذي قدمته وزارة الخارجية السودانية من خلال مبعوث السودان الدائم في الامم المتحدة الدبلوماسي الناحج الدكتور الحارث إدريس الذي وضع مجلس الأمن احد أدوات التحالف، ودويلة الشر وكيلة التحالف في المنطقة تحت ضغط الهائل اجبر من خلاله مجلس قبول شكوى السودان ضد الإمارات، ووضع الإمارات في ذاوية ضيقة اجبرتها على توسيط رئيس وزراء إثيوبيا للتوسط بينه والسودان لكي يقبل الرئيس البرهان مجرد الاستماع إليه عبر الهاتف، وقد قبل الرئيس البرهان الاستماع إليه بشروط حددها لأبي أحمد ووافق عليها الشيطان محمد بن زايد ولكنه اخل بها بمجرد استماع الرئيس البرهان اليه.
ومن العوامل اسراع المليشيا الخطى في إتجاه حدود السودان الشرقية مع كل من دولتي إثيوبيا وجنوب السودان، وذلك لإيجاد متنفس بديل لحدود السودان الغربية مع كل من تشاد وأفريقيا الوسطي التي فقدت المليشيا السيطرة عليها.
التناقص الهائل في اعداد المنضمين الجدد لصفوف المليشيا من متوسط (27.5) جنجويدي شهريا إلى (7) ألف جنجويدي شهريا، بنسبة انخفاض بلغ (74%)، إضافة الى الكلفة البشرية الهائلة التي تتكبدها المليشيا الإرهابية في كل هجماتها الانتحارية التي تشنها على الجيش السوداني والقوات المساندة له، في الوقت الذي اكمل فيه الجيش استعدادته لمحو هذه المليشيا الإرهابية من الوجود ان لم تسارع بالاستسلام ورفع الراية البيضاء له.
خير ما اختم به هذه النبوة التاريخية هي انه عندما تأكد للتحالف فشله في استلام السلطة في السودان من خلال المواجهة العسكرية، تفكيل جيشه الوطني، تشريد سكانة الأصليين وتجريف قيم شعبه الأخلاقية لجاء منذ الشهور الأولى للحرب لتدمير كل شيء، ثم لجأ إلى الحرب الاقتصادية من خلال تدمير القيمةالشرائية للعملة السودانية، وقد حقق في هذين المضمارين الكثير وذلك بسبب غياب الحكومة السودانية والشعب السوداني من هذا المضمار الحيوي بشكل شبه تام.