“الخلايا النائمة” .. هاجس يؤرق عواصم الولايات الآمنة
تقرير – سوزان خير السيد
سعت الولايات السودانية التي لم تصل إليها نيران الحرب المشتعلة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” المتمردة إلى تنظيم حملات أمنية وضبط المخالفين خوفاً من وجود خلايا نائمة قد تسهم في زعزعة الاستقرار النسبي الذي لا تزال تنعم به تلك المناطق.
تحت وطأة المخاوف من تمدد الحرب في السودان صعدت معظم المدن في الولايات الآمنة التي لم يصل إليها القتال الإجراءات الأمنية الإدارية في حملات منظمة لضبط حركة الأفراد والبضائع وتنظيم الأسواق ومحاربة الأنشطة التجارية الهامشية وإزالة التعديات العمرانية، شملت معظم مدن ولايات البحر الأحمر (بورتسودان) وكسلا ونهر النيل (عطبرة وشندي ومروي) والشمالية والقضارف والخرطوم .
وكانت الخلية الأمنية المشتركة بالقضارف القت القبض على “327” مشبه بهم خلايا نائمة للتمرد بالولاية، بينهم “26” من العنصر النسائي.
وكشفت مصادر موثوقة أن القبض على المشتبه بهم تم في بلاغات مختلفة، وافصح عن تدوين “25” بلاغ وتقديمهم للمحاكم، وإطلاق سراح “230” لعدم كفايه الأدلة، وبالضمان والتعهد الشخصي وبالمراقبة، وكشف عن وجود “68” شخص من العنصر الرجالي بالحبس و “4” من العنصر النسائي.
وجزم المصدر بأن القبض على المشتبه بهم لا يتم على أساس عرقي، وقال 90% من المقبوض عليهم من أبناء المنطقة.
في عملية ناجحة ألقت السلطات الأمنية المختصة القبض على المواطن الذي أظهرت تسريبات اختراق هاتف “أبو عاقلة كيكل” تعاونه مع مليشيا الدعم السريع ومطالبته لكيكل بشن هجوم على الولاية الشمالية.
وكانت لجنة جرائم الحرب وانتهاكات مليشيا الدعم السريع أصدرت ، اعلاناً بالنشر في الدعوى الجنائية بالرقم 580 لعدد 6 متهمين، أبرزهم أبوعاقلة كيكل.
وقالت مصادر إن المواطن تم القبض عليه داخل جزيرة سلنارتي، أحدى الجزر الصغيرة التي تتبع لجزيرة بدين بالولاية الشمالية بعد أن تم إكتشافه والتعرف عليه من قبل مجموعة من المزارعين، وتم التبليغ عليه، وتسليمه للأجهزة النظامية والآن هو في يد القانون.
وكان المتهم بعث برسائل إلى كيكل بطلب منه التعاون في الولاية الشمالية، وانشاء مكاتب سياسية للدعم السريع، بينما قال له كيكل: هذا العمل سيتم بعد ان نسيطر على الولاية.
وكئفت تسريبات تم تداولها بكثافة عن مساء السبت الماضي عن مقطع صوتي ورسائل يوضح خلالها تواصله مع كيكل؛ متحدثا عن ضرورة إنشاء كيان سياسي للمليشيا ، والعمل وسط المحتاجين والمدارس.
لكن يظل السؤال الذي يطرح نفسه هل وجود هذه الخلايا النائمة في الولايات السودانية تشكل خطراً على أمن واستقرار هذه الولايات وربما وجودها سببا رئيسيا في إطالة هذه الحرب .