آخرها بين (البرهان وآبي) ..(المعانقة) الرئاسية.. أهداف سياسية
تقرير- خاص: الشعب
كانت زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي آبي احمد إلى السودان الاسبوع الماضي حدثا مهما، وتواصلت ردود الافعال حولها وحظى العناق الحار بين الرئيسين بتعليقات الكثيرين وتم تداول الصورة التي جمعتهما بشكل كثيف.. لكن العناق الرئاسي- إذا جاز التعبير- له دلالات كبيرة، وهو محل تعليق داخليا وخارجيا والهدف منه ايصال رسائل.
ارتياح من الزيارة
قوبلت زيارة آبي أحمد باهتمام رسمي وشعبي كبيرين بعد توترات سياسية بين السودان واثيوبيا بسبب مليشيا الدعم السريع وكان العناق لحظة الاستقبال والوداع بمثابة ازالة التوتر بين البلدين الشقيقين.. وانا كان ماحدث اخر (عناق رئاسي) فان الاشهر كان بين الرئيس البشير والسياسية البرلمانية الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم الذى نال الاعجاب بشكل كبير.. وقد سال الإعلامي المرموق عمر الجزلي في لقاء فاطمة عن ماحدث.. اجابت وهي مبتسمة (كنت في احتفال بمدرسة القطينة صعدت المنصة ولما نزلت شفت زول مهرول ناحيتي اتخلعت لقيتو البشير، سالمني ولما قلدني قلدتو).. واضافت (حقيقة اكبرتها منه جدا وعجبتني.. الشعب السوداني مافي زيو ونحن لسه محتفظين باشياء جميلة).
مكسب سياسي
كما علق البشير أيضًا على العناق عند سؤاله عن مناسبتها في احدى الحلقات التلفزيونية بقوله.. (ونحن طلاب في الثانوي كنا نحفظ أشعار الشيوعيين وأنا من المعجبين بفاطمة أحمد إبراهيم وكنت اتمنى لقائها شاهدتها وهي تصعد ولما نزلت هرولت نحوها.. وذكر البشير ان فاطمه قالت له انت أحسن رئيس.
عندما توفيت فاطمه في لندن 2017 وفي لمسة وفاء – معهودة فيه وتشبهه – وجه البشير بنقل جثمانها علي نفقة الدولة ولف جثمانها بعلم البلاد وإقامة جنازة رسمية لها كشخصية قومية خدمت بلادها بإخلاص وتفاني وكما نعتها تلرئاسة.
عناق اغضب واشنطن
اما خارجيا فان اشهر عناق رئاسي كان بين الصيني شي جين بينغ لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الزيارة التي قام بها الأخير الى بكين في مايو الماضي وقد اغضبت الخطوة واشنطن مما دفعا للسخرية وعلق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين، ، رداً على سؤال بشأن دلالة الصورة التي جمعت الرئيسين (تبادل العناق).. (حسناً، هذا لطيف بالنسبة لهما). وتابع كيربي : (أنا لست مؤهلاً للحديث عن العاطفة الجسدية الشخصية بطريقة أو بأخرى. أعتقد أنني سأترك الأمر لهذين السيدين للحديث عن سبب اعتقادهما أن معانقة أحدهما للآخر هي أمر جيد)
عناق لافت
وفي الهند كان الخبر اللافت (رئيس الوزراء يستقبل نظيره الكندي بعناق حار).. حيث عانق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي نظيره الكندي جاستن ترودو بحرارة في القصر الرئاسي في نيودلهي ، حيث حظي باستقبال رسمي في أول زيارة له.. واهتمت نيودلهي بضيفها بشكل فوق المعدل.
وقال رئيس الوزراء الهندي فيما اعتُبر إشارة مباشرة إلى موقف كندا من المتطرفين السيخ:(يجب ألا يكون هناك مجال لمن يسيئون استخدام الدين لدوافع سياسية وتعزيز الانفصال).
يذكر أن عددا كبيرا من السيخ يقيمون في كندا، وبعضهم أعضاء في حكومة ترودو. وتقول السلطات الهندية إن بعض المجموعات المتطرفة في كندا تؤيد إحياء حركة تدعو لتأسيس دولة سيخية مستقلة تسمى خالستان على أن يتم اقتطاعها من ولاية البنجاب الهندية.
حفاوة رئاسية
وكان الزعيم الهندي مودي زار موسكو ، بولبو الماضي وعانقة بوتين لدى استقباله في منزله ورحب به باعتباره “صديقا عزيزا”، وقال إنه “سعيد جدًّا” لرؤيته. ووفق ما ذكرته وكالة تاس الروسية للأنباء الرسمية، قدم بوتين لمودي،الشاي والفواكه والحلويات واصطحبه في جولة على متن عربة صغيرة.
ويعود سبب تلك الحميمية الى ان الهند، تحظى بعلاقة وثيقة مع موسكو على مدى عقود من الزمن، ورفضت إدانة روسيا بسبب الحرب في اوكرانيا، ودعت بدلًا من ذلك إلى إنهاء الصراع من خلال الحوار والدبلوماسية. وعلقت واشنطن على الزبارة حينها بانها تثير المخاوف.
عناق في الهواء
في السباق الانتخابي الرئاسي الامريكي أعد مدع خاص تقريرا وصف فيه الرئيس جو بايدن بأنه (رجل مسن ذاكرته ضعيفة).. وتم الترويج انه يعانق الفراغ ويصافح الهواء وينسى الأسماء ويذكر مسئولين ماتوا منذ عشرات السنين.. خرج بايدن وتحدث بنبرة ممتلئة بالغضب، وأكد أنه لا يعاني مشاكل في الذاكرة.
اما مابدر من الرئيس الأرجنتيني لفت انتباه الصحافة عندما خرج عن البروتوكولات المتبعة عند الرؤساء وعانق الرئيس الامريكي السابق ترامب في مناسبه ولم يبادله الاخير ذات المشاعر.
ومهما يكن من امر فان السودانيين في انتظار ان يعانق السياسيين بعضهم البعض لتنعم بلادنا بالسلام.