عمر دمباي يكتب .. قضية مساكن النازحين بالقضارف
بعيداً عن العاطفة والمجاملة، عالمياً ووفق لوائح عمل المنظمات، لا تقوم المنظمات ببناء المساكن للنازحين أو اللاجئين أولاً ومن ثم ترحيل المتضررين إليه، وإنما الحكومة أو البلد المستضيف هي المناط بها اختيار المكان وفق تقديرات أمنية وفنية وغيرها من التقديرات الحكومية ومن ثم تجميع النازحين أو اللاجئين فيه حتى وإن كان ذلك في العراء كمرحلة أولى.
في المرحلة الثانية تأتي خطوة المنظمات لتقوم بتحسين أوضاع تلك المعسكرات ومراكز الإيواء والعمل على تهيئة البيئة، كل منظمة حسب البند الذي تعمل فيه، مثلاً تتدخل بعض المنظمات من خلال توفير دورات مياه، وأخرى في مجال المياه، فيما تتدخل أخرى بتوزيع سلال غذائية، كما تتدخل بعض المنظمات لتطوير الموجود من المساكن واضافة تحسينات عليه، ومنظمات تقوم ببناء مرافق صحية، والبعض الآخر يوفر فرص عمل إضافية للمتضررين.
وبالتالي فإن أي حديث آخر دون معرفة ضوابط ولوائح المنظمات، ومعرفة حقوق وحدود الحكومات الاتحادية الولائية، يصبح للاستهلاك الكلامي وحديث عاطفي فقط، باختصار شديد فإن المنظمات تطبق المثل السوداني الشهير (البكاء بحررو اهلوا).
مشكلتنا كسودانيين، كل منا يحاول أن يعيش دور الضحية باستمرار، والبعض الآخر يضعون أنفسهم باستمرار في خانة الخبراء.
أزمة النازحين بولاية القضارف، ما لم توضع في مكانها الصحيح والعمل عليها وفق ما هو معمول به عالمياً، بعيداً عن عاطفة السودانين التي لا تقدم ولكنها تؤخر وتؤثر كثيراً، ستكون أكبر كارثة اجتماعية ومكان للمزايدة والمتاجرة وسوق للاستهلاك الكلامي لدى اللايفاتية العطالة.