إبتهاج العريفي تكتب … همس الواقع .. “ياتو الأمر من الصبر ذاتو”

إبتهاج العريفي تكتب … همس الواقع .. “ياتو الأمر من الصبر ذاتو”

 

*تمتلكنا الأحزان وما بارحتنا فواجع الحرب ونحن نعيش في كل لحظة وحين فجيعة جديدة ونتجرع مرارة إحساس الغربة في وطن حدادي مدادي، تحولت فيه حقول القمح إلى حقول ألغام وبساتين الورود إلى بارود ، وتحولت فيه سنابل الذرة إلى رصاص لا يفرق بين كبير أو صغير ولا إمرأة أو رجل.. رصاص يحصد الجميع بلا رحمة.

*مع كل صباح تنكأ الجراح بنعي عزيز وفقد قريب رحل عن الدنيا وهو غريب أهل وغريب ديار، ونحن نعيش مع إحساس الفقد الأليم الحزن العظيم لعجزنا التام عن مواساة ذوينا والوقوف إلى جانبهم في مثل هذه الظروف، كما تعودنا في إقامة المآتم ونصب سرادق العزاء.

فقد أصبح العزاء في زمن الحرب عبر الهاتف إن تخلت شبكات الإتصال عن دلالها الوهم وتكرمت عليك بدقائق عشم.

*نعم العزاء عبر الهاتف ولا عزاء لدموع تحجرت في المآقي وأحزان بلغت التراقي من تراكم الفواجع وكترة موانع الإتصال والتواصل.

عام ونصف وجل الشعب يعيش الشتات ما بين نازح في وطنه وبين لاجيء في بلدان العالم المختلفة، الأجساد هنا والقلوب هناك متعلقة بأستار الوطن الجريح والقلق الصريح.

*عام ونصف من تبدد الآمال والدوران مع ساقية الغد المظلم، عام ونصف من لم يمت فيه بالرصاص مات من قلة الغذاء وندرة الدواء وإنعدام الماء والكهرباء ، والحسرة والغبن ولا عزاء لنا إلا التمسك بحبال الصبر ولسان حالنا : (يا ليالي الصبر ياتو الأمر من الصبر ذاتو).

*عام ونصف وغالبية الشعب يعيش الكفاف بعد نفد المخزون وتوقفت عجلة العمل والإنتاج بالمصالح الحكومية، وأغلقت معظم أسواق العمل الخاص أبوابها.

*رسالتنا نضعها في بريد السادة في مجلس السيادة وبريد سياسيين غلبت مصالحهم الخاصة ومصالحهم الحزبية مصلحة الوطن. وأصبح الموت بالمئات في لحظة واحدة كما حدث في قرية ودالنورة وما معروف الدور على ياتو قرية من قرى أهلنا في الجزيرة.

وعزيز انت ياوطني رغم قساوة المحن.