أسامة عبدالماجد يكتب .. إبراهيم جابر .. أوامر قبض

 

¤ فاجأنا عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر، عندما قال لسفير خادم الحرمين الشريفين لدى السودان على بن حسن جعفر.. وكان يشير نحونا بانه بعتزم اصدار أوامر قبض في مواجهتنا.. كان لحظتها نزل من المنصة التي نصبت في بهو واسع بمقر سفارة المملكة بمدينة بورتسودان.. حيث شرف حفل تدشين منحة سعودية طبية (ماكينات غسيل كلى وأجهزة طبية ومحطة توليد اوكسجين) مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.. استأذن جابر بطريقة ودودة من السفير علي بن حسن.. انه وجد في الحضور المقدر للزملاء سانحة طيبة للحديث حول قضايا الساعة.

¤ لم ينتظر جابر رد السفير وحجز موقعه بيننا – دون التقيد بالبروتوكول – أكبرت الخطوة منه سيما وانه (قليل الكلام ، كثير الافعال).. وقبيل بدء الاحتفال كان مدير مكتبه نزار يعتذر وبشدة لاحد الزملاء بشأن إجراء حوار مع فضائية، مطالبا بتأجيله لوقت لاحق.. كان منطق الضابط نزار، ان جهد الفريق جابر منصب نحو إجراء المقابلات مع الفضائيات والوكالات العالمية التي تبث باللغة الانجليزية.. التي يجيدها وببراعة يحسده عليها اهلها.

¤ يسد الفريق إبراهيم بذلك الدور الخفي، ثغرة كبيرة في الاعلام السوداني، أشار اليها وبكل صراحة السفير المصري لدى السودان هاني صلاح لدى لقائنا به حتى انه طالب الاعلام السوداني تعريف حقيقة الوضع بكل اللغات بما فيها الاسبانية.. في هذا السياق يستقبل جابر المسؤولين من الغرب الاوربي والامريكي.. لكن الأهم من ذلك دوره الكبير والملموس في الملف الاقتصادي ، حيث يشرف على وزارات “الثروة الحيوانية، الزراعة، التجارة، الصناعة، الاستثمار، الاتصالات والتنمية العمرانية والنقل”.. وشهدنا تشريفه مؤتمر النهوض بالقطاع الصناعي الذي نظمته وزيرة الصناعة محاسن يعقوب وأركان سلمها بالوزارة الاسبوع الماضي.. وحضره عدد كبير من مدراء المؤسسات المصرفية والاقتصادية.. ورجال المال والأعمال والصناعة في مقدمتهم (أب الصناعة) معاوية البرير.. والذي للمفارقه زار مدينة الثغر لاول مرة في حياته.

¤ أعود لجابر، ما أن توسط الزملاء الصحفيين ومراسلي الوكالات.. حتى ابتدر حديثه بوصف مايجري بالغمة الكبيرة والحرب العسكرية التي خطط لها الباغي الشقي حميدتي منذ العام 2017.. سألته عقب فراغه من تنويره الضافيعن سر هذا التاريخ.. أجابني بسؤال وهل تعتقد هذا العمل الضخم للمليشيا والتخطيط الدقيق يعود لعام أو عامين؟ وأضاف هو عمل مدبر ومرتب لتغيير التركيبة السكانية ونظام الحكم في البلاد.

¤ تحدث جابر بصراحة فوق المعدل.. رغم أن جهات وشخصيات ظلت تستهدفه وبطريقة لا تخلو من مكر وخبث.. تستند على انه من ذات العشيرة التي ينحدر منها المجرمين أولاد دقلو.. وهو رأي لايخلو من سخف.. كان يساق في مواجهة بعض قيادات بالحركات المسلحة.. أكثر ما أعجبني في حديثه الشجاع تفنيده لاوهام دولة 56 واطلاق كلمة كوز قال (دي أوهام وكلام فارغ).

¤ لفت جابر الانتباة إلى أنه بجانب الحرب العسكرية التي طماننا ان القوات المسلحة تديرها بهدوء وباقتدار ومهنية.. نبه إلى حرب اقتصادية تدار في مواجهة السودان من الخارج.. وإلى محاولات دولية خبيثة تهدف لتشوية سمعة السودان من خلال محورين.

¤ المحور الأول إشاعة أن المجاعة حلت بالسودان .. وأشار إلى أن المليشيا انتهجت سياسة التجويع في ولاية الجزيرة.. بنهب وحرق المخزون الاستراتيجي والتقاوي وسرقة مخازن منظمة الأغذية العالمية ومنظمات الاغاثة.. أكثر من مليون ونصف المليون طن من الحبوب.. وكشف عن التخطيط المسبق لذلك العمل الاجرامي ولم يكن خبط عشواء..
المحور الثاني من خطة تضييق الحصار على السودان.. هو استخدام المعونات كسلاح.

¤ أكد الجنرال المهندس أن الحكومة فتحت كل المعابر البرية والبحرية ارقين ،كوستي. الجبلين، بورتسودان، الطينة، الفاشر الابيض.. ولا تتدخل أو تتسلم أي إغاثة.. واتهم المنظمات الأجنبية، بالسعي لتحويل النازحين واللاجئين إلى المعسكرات.. ومعلوم الهدف من الخطوة التكسب.. وباهى جابر بتكافل أهل السودان فيما بينهم وامتدح جهود مركز الملك سلمان للاغاثة لدعمه غير المحدود للسودانيين.

¤ ومهما يكن من أمر .. لا أعتقد أن جابر كان سيتحدث معنا بكل تلك الاريحية.. لو لم يكن في سفارة دولة شقيقة مثل المملكة التي ظلت تمد يد العون للشعب السوداني دون من أو أذى يكفي أن 60% من المساعدات التي وصلت البلاد مقدمة من السعودية.