تتضافرت جهود أبناء الدامر الوافدين من الخرطوم وساعدهم اهل البلد شيباً وشباباً نساءً ورجالاً ، تجمعوا كلهموا و عملوا علي إحياء تراث قد اندثر ( النفير ) وقصدوا العديد من المباني وهم بذلك قد عملوا علي إحياء كثير من معاني التكافل و التراحم و التعاضد و العمل الجماعي ، حيث بدأوا نفيرهم بمستشفي الدامر ذلك المستشفى العريق الذي شيده الرجل الاداري الفذ حسين محمد أحمد شرفي محافظ مديرية النيل في سبعينيات القرن الماضي ، وقد وضع بصماته الإدارية الناجحة علي العديد من المرافق الصحية و التعليمية ( مستشفى الدامر، دار الرياضة ، كلية المعلمات، مدرسة متوسطة بنين ، وغيرها من المباني التي خدمت ردحا من الزمان ..
ولكن للأسف شاخت ! مستشفى الدامر واحدة من هذه المباني التي حملت كثير من المعاني في عنابرها وعياداتها وغرف عملياتها وصيدلياتها وطاقمها الطبي ، قادتني إليها حركة النفير التي نظمها شباب الدامر الذين شكلوا موجة هادرة من النشاط بقيادة الدكتور يوسف حسن النعيم ابن الاستاذ مربي الاجيال حسن النعيم و مؤلف كتاب ( الدامر يد سلفت ودين مستحق ) وكوكبة من ابناء دامر المجذوب تنادوا وتدافعوا لضخ الدماء في مستشفي الدامر ،الذي اكل عليه الدهر وشرب ، لكن رغم هذا ( يحي العظام وهي رميم ) ..
وجد هؤلاء الفتية مساعدات من الخيرين و من حكومة الولاية لكنها ضئيلة بحجم هذا المستشفي التعليمي والخدمات التي يقدمها لرواده الذين يحجون إليه من كل فج عميق من حدود حاضرة الولاية التي تبدأ من ام الطيور شمالا غربياُ و منطقة شمالاً شرقيا حي العكد ، وحدودها جنوباً غربياً الجابراب وجنوباُ شرقياُ عند الضيقة بالاضافة لقاطني إحياء و قري نهر اتبرا وسيدون وأحياء المدينة المختلفة ، هذا المستشفى بها من الكوادر الطبية التي تشفي العليل من اول نظرة دعك من تقديم الخدمات بكل رحابة صدر وعلم وخبرة ، فعلا الطاقم الطبي في هذه المستشفي أدي ولاء القسم الطبي من خلال خدمته للمرضي بكل تجرد ونكران ذات ، اولئك الشباب يسهرون ليلا لراحة مرضاهم الذين استضافوهم للأسف علي أسرة اكل عليها الدهر وشرب رغم بادرة النفير ، حيوية واصالة اولئك الشباب لمحتها ونظرتها عندما كنت مرافقاً لوالدى متعة الله بالصحة والعافية ، الذي ظل حبيس هذا المستشفي لليلتين ، تجرعنا فيها مرارة الألم ، وتذوقنا فيها طعم حلاوة خدمة ملائكة الرحمة.
حقيقة اعجبت جدا بحركتهم الدؤوبة وسط المرضي و حركتهم السريعة عندما يمر ال ( Boss ) الكبير و المدير الطبي للمستشفي و هم يتلقون منه التعليمات و يتلقفون المعلومات التي تمثل لهم اغلي المحاضرات من رجل اتسم بالعفة ونكران الذات وتقديم افضل الخدمات في أحلك الأوقات، شهد له القاصي و الداني و الحي و الذي مات ، قضيت مع والدى هذه الساعات وانا أشاهد شعلة من النشاط وتوزيع أجمل الباصات من السستر للممرضات والدكتورة و الاختصاصيات وحتي جهاز الضغط و السماعات ، وتقديم العلاج مجاناً و كل الفحوصات ، هذا المستشفي التعليمي المرجعي للأسف تنقصه العديد من الخدمات ، ( الأسرة ، الحمامات ، الأجهزة الحديثة والمعدات ، وغرفة العمليات ، الصيانة الدورية والاكسجين و الاسعافات ) هذا مستشفي مرجعي في حاضرة الولاية يقدم أجمل الخدمات رغم شحة الامكانات و رغم نفير التأهيل وبعض الصيانات، التحية لكل الطاقم الطبي ، لكن نلفت نظركم ، اخي وزير الصحة والوالي بارق العبارات أن تعمروا هذه المباني اما ناس المحلية بالذات فحافظوا علي جمال المعاني في هذه المباني و ابعدوا من امامها القاذورات وفرش الخضروات و بيع الأواني وستات الشاي و الكافيهات وجلوس العطالة و الطبالي و الشلليات ، و يا أهل الدامر شدوا حيلكم مع اولئك الشباب بالرأي والريالات حتي تظهر هذه الجماليات بكل الطرق و المؤسسات.