سأل ﺣﺎﺭﺱ السجن ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺠﻮﻧﺎً عنده.
ﻳﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«ﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻪ ﺳﻠﻄﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ»*، ﻭﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﺮﺍﻧﻲ، ﻣﺠﺮﺩ ﺣﺎﺭﺱ ﻳﻔﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻳﻐﻠﻘﻪ، ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﻴﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻪ؟
ﻗﺎﻝ له ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ : ﻻ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻴﻦ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ على ظلمه ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺺ ﻟﻪ شعره ﻭﻳﺨﺼﻒ ﻟﻪ نعله، ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺖ فهو ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻧﻔﺴﻪ.
ﻣﺎﺫﺍ ﻳستطيع الظالم ان يفعل ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﺴﺠﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻼﺩ ومنفذي الخطط الظلمة، فواضعي الخطط ما كانوا يستطيعون أن ينفذوها ﻟﻮ لم ينفذها الظلمة.
الان ﻻ يدمر أعدائنا بلدنا بأيديهم وإنما يدمرونها بأيدي الظلمة منا، لا يزهق الظلمة أرواح أبناءنا بأيديهم وإنما يزهقونها بأيدي الظلمة منا.
فاليعلم كل كلاب الاستخبارات وكلاب السفارات وكل منفذي خطط فولكر لحريق السودان إنما هم الظلمة، وفولكر لا يعدو أن يكون أكثر من مخطط للظلم لا منفذ له، ولكن منفذي خططه هم الظلمة الحقيقيين وسيدفعون ثمن تنفيذهم لتخطيطه الذي يرمي إلى تفكيك جيشهم وفتنة أبناء الامة في بعضهم وأخيرا تفكيك بلادهم.
وقد بشرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الله سيسلط عليهم فولكر او اسياده ليدفعوا ثمن تنفيذهم لخططه، فظلم اسيادهم الذين يخططون اليوم لهم لظلمنا وتدميرنا واقع على منفذي خططهم من ابنائنا في يوم ما لا محالة، “وستذكرون ما اقول لكم وأفوض أمري إلى الله أن الله بصير بالعباد”.
بقلم الدكتور عبد الله الطيب علي الياس ..خبير الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة.