المبادرات تقود الحياة وبحسب قوة المبادرة فهي قد تقود إلى التغيير واحداث الفرق المطلوب، فالشرخ الكبير في خاصرة الوطن الذي عبثت به ايادي الساسة والتردي المريع في البنى التحتية والخدمات والانارة وغيرها إلى جانب غياب الضمير والحس الوطني (تارة أخرى) بمثابة الوجع الذي انهك جسد الوطن المثقل بالجراح.
ولان حال البلد (واقف) فلقد كان لمبادرة شركة سوداني (بيئتي مسؤوليتي) وقع وصدى كبير، فتجميل الشوارع والبيئة المحيطة هم كبير للجميع خاصة الحادبين على مصلحة البلاد والعباد، وهي في حد ذاتها رسالة تحمل مضامين قيمة لكبرى الشركات والمؤسسات ليكون لها دور ايجابي تجاه الوطن والمواطن، خاصة في ظل الأوضاع الحرجة التي يعايشها الناس حالياً.
ونجد أن عملاً بحجم رصف شارعي سنكات والبرلمان حول برج سوداتل وإعادة تاهيل مصارف الأمطار والصرف الصحي والانارة الى جانب انشاء المسطحات الخضراء بالاضافة الى ازالة اكبر تشوه بصري امام الادارة العامة للمرور ورفع علم السودان في ذلك المثلث كان هو الحدث الابرز وجعل شكل المنطقة مختلفا ناهيك عن الابداع والجداريات التي جسدت التعايش السلمي لكل قبائل السودان.
عبّرت المسؤولية المجتمعية عن نفسها في عمل بحجم الوطن ترفع له القبعات. وكما قال مديرها مصطفى مؤيد شعارنا “نتقاسم الموارد والافكار لبناء مجتمع معافى”، وبفخر اضاف “نحن إيجابييين عشان بلدنا”، و”نتشارك ولا نتنافس”، و”جوِّد ما تكلفت”.
هي بمثابة رسائل مهمة ينبغي العمل بها للارتقاء والتجويد، فالسلوك المسؤول ينتج عنه النجاح.
ونجد أن تعمير المثلث والذي يتم التشاور حول اطلاق اسم عليه هو الهم والشاغل ما بين “مثلث المرور أم ادوارد الاسعد ام سوداتل”، كما زكر السيد والي الخرطوم خلال حفل تدشين المثلث.
وكانت المناسبة فرصة ليجدد السيد أحمد عثمان حمزة والي الخرطوم نداءات البيئة وحملات النظافة والتشجير خلال حفل التدشين، بجانب أبعاد الرسالة المجتمعية التي ينبغي ان تنطلق منه، ناهيك عن محاولة مد الطريق وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة.
في خطاب والي الخرطوم، برزت إشارات إلى مظاهر سلبية تتمثل في السلوك غير الحضاري وعمليات النهب لعواكس الشارع والتي تم تركيبها مؤخراً بواسطة الشركة الهولندية .
كانت الامسية (غير) مع أسرة سوداني ونقاشات وقامات حملت هم الوطن داخل المثلث الجميل، ونتمنى أن يتم التركيز على الجانب العملي ونحن نستشرف مؤتمر تطوير مدينة الخرطوم من خلال تقديم (32) ورقة حتى لا تذهب التوصيات أدراج الرياح وتضيع في الأضابير.
صوت أخير
صوت إشادة وشكر وتقدير لكل من أسهم في اخرج العمل بصورة مشرفة تحت اصعب الظروف وكما يقولون (LADYS FIRST) تحية خاصة لنون النسوة في مارس الأبيض الأستاذة رندا عاشقة الزهور والجمال والرائعة مي والأساتذة أحمد عثمان وضياء الدين المصباح وصبري جبور ونجوم خلف الكواليس.. نجوم “سوداني وخليك سوداني”..
ودمتم حباً للوطن…