(1)
اعتقد ان اقوى معارضة للحكومة الحالية واكبر مهدد لها ان نتركها في السلطة، هذه الحكومة لن تصمد في السلطة اشهراً معدودة وربما أياماً. وصلت اخيراً الى قناعة ان مشاركة (العسكر) في السلطة هي اعظم خدمة يمكن ان يقدمها المدنيون لهم، وهي خدمة يمكن ان تطيل عمرهم في السلطة وتمنحهم فرصة اخرى ليفشلوا من جديد ويردوا الفشل الى المكون المدني فينقلبوا عليهم ثم يشاركوهم ثم ينقلبوا عليهم وهكذا دواليك.
مع ذلك اعلم ان لا خيار من الاتفاق مع العسكر في هذه المرحلة لأن السلطة المدنية افضل لها ان تستلم السلطة من العسكر او ان تشاركهم فيها من ان تستلمها من فراغ او تعارضهم عليها.
المكون المدني يمكن ان يكون في المعارضة ولا يضر ذلك باستقرار البلاد وامنها لأن معارضة المدنيين تبقى معارضة في اطار سلمي وديمقراطي لا يمكن التأذي منها عكس معارضة العسكر التى سوف تنتج (الانقلابات) وتعرض امن البلاد واستقرارها الى الزوال.
العسكر في السلطة في هذا التوقيت شر لا بد منه .. على الاقل لحماية السلطة من العسكر نحن في حاجة الى العسكر انفسهم ..لأن الفصائل العسكرية المتعددة في الجيش وفي السلطة والمتحزبة وغير المتحزبة اذا وجدت المكون المدني في السلطة وحده فسوف تنقلب عليه ويتنازع ويتناوش العسكر عليهم من كل جنس.
محتوى مدفوع
الإتحاد الإفريقي: يجب أن تكون العملية السياسية في السودان شاملة ومتكام…
في ظل هذه الكثافة العسكرية سلطة مدنية لوحدها لن تستمر اسبوعاً.
غير ان المكون المدني اذا وجد تعنتاً من العسكر والحكومة الحالية عليه ان يبعد فهذا اسوأ عقاب يمكن ان ينزل عليهم.
البقاء في حالة سيولة (حوارية) و (تفاوضية) ستمكن اجسام اخرى لا تشارك في الحوار ويمكن ان تعيد هذه السيولة الفلول من جديد للسلطة وتمكنهم فيها.
(2)
الذي يظهر للناس الآن هو ان العسكر يحاولون ان يستفيدوا من اللا اتفاق .. هم في حقيقة الامر لا يبحثون عن (الاتفاق) وانما يبحثون عن (اللا اتفاق) حتى يظهرهم ذلك للمجتمع الدولي في حالة سعي للتوافق .. كما سيمكنهم هذا الوضع من ضرب شقائق المكون المدني .. اذ يفرق بينهم (الاتفاق) اما (الاختلاف) فهو الذي يجمع بينهم .. وهذه تركيبة عجيبة للمكون المدني.
هم عندما يكونوا في المعارضة يمكن ان يتفقوا ويمكن ان يكونوا اخواناً اما اذا جاءوا للسلطة فان الاختلافات والتنافر والتنافس بينهم يبقى كبيراً.
لا تعطوا المكون العسكري المزيد من الوقت ليحدد مخرجاته واشتراطاته .. يجب ان تنتهي هذه الحالة .. التى هي لا وفاق ولا هي خلاف.
في مثل هذه الاجواء تتصدع البلاد وتعم الفوضى وينتشر الفساد وتفقر الدولة ويتمكن الفلول.
الاعلان الاطاري او التسوية الجارية الآن تبقى اقرب الى (الفوتوشوب).. ومثلما هنالك صراعات وخلافات بين اجسام المكون المدني هنالك كذلك صراعات وخلافات بين اجسام المكون العسكري .. لا سيما والبلاد يتواجد فيها (13) جيشاً يمكن ان يرتفعوا الى (20) جيشاً في الايام المقبلة.
الصراع الآن اصبح صراعاً عسكرياً .. حتى المعارضة اصبحت معارضة عسكرية ونحن بين اليوم والثاني نسمع عن انشاء وتكوين جيش جديد.
وجود هذه الجيوش سوف يعطي شرعية وغطاء لجيوش اخرى يمكن ان تظهر بأسماء مختلفة وعاطفية وذات ايدلوجية (قبلية) مثل درع الشمال وكيان الوطن وهلم جرا من جيوش لا حصر لها ولا عدد.
هذا الوضع ينتج جيوشاً اخرى .. وقد تتجه الاحزاب السودانية نفسها في الفترة القادمة الى السلاح كما فعلت الحركات فيما تسميه الكفاح المسلح.
لهذا على المكون المدني ان يتفق سريعاً مع المكون العسكري او يرفع يده من هذا الاتفاق حتى لا تتعدد الجيوش وتتكاثر في هذه الاجواء والبيئة المحفزة لها.
(3)
ان لم تتفقوا مع المكون العسكري على اتفاق مرض يحقق تطلعات الشعب ويدعم السلطة المدنية عليكم ان تبعدوا عن (المنطقة العسكرية) لأن البقاء فيها على ذلك النحو يخصم منكم والحديث هنا للمكون المدني.
شهر ابريل تبقت له ايام .. وهو شهر فاصل.. اما اتفاق يرضي التطلعات ويحقق المدنية او ابتعاد .. ولا نطلب منكم غير الابتعاد لأن السلطة الحالية سوف تتساقط لوحدها.
لا تجعلوا شهر ابريل يمر دون ان تتضح الرؤية.. فنحن مقبلون على شهر الثورة .. وهو شهر تحققت فيه الثورة مرتين مع اجيال وأزمنة مختلفة.
(4)
بغم
الكهرباء هي او
ضح قطاع يسيطر عليه (الكيزان).. ليس هنالك دليل على ذلك اكثر من الفشل والقطوعات.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
الانتباهة