أسامة عبدالماجد يكتب إذا عرف السبب .. لصوص الزلازل

 

 

¤ شاهدت ثلاثة مقاطع فيديو قصيرة تظهر قوات نظامية ومدنية تركية وهي تضرب وتصفع من تم القبض عليهم بسبب أعمال سرقة ونهب.. طالت المساعدات الانسانية، التي وصلت للشعب التركي المنكوب بفعل الزلازل.. استوقفني فيما رأيت امرين.. الأول ان عمليات الضرب والركل كانت تتم بوحشية.. والثاني عملية التشهير الموثقة صورة وصوت للذين قيل انهم نهبوا المساعدات الانسانية.

 

 

¤ لاحظت أن المجموعة التي كانت تركل وتضرب بعنف مفرط وقسوة شديدة كان يبدو عليها الغضب الشديد.. وكان يصيحون في وجه من قيل انهم جناة.. وكأن لسان حالهم يقول (انتو في شنو و الناس في شنو؟) .. عشرات الآلاف راحوا جراء الزلزال واضعاف تلك الاعداد اصيبوا.. ودمار شامل انها كارثة بكل ماتحملة الكلمة من معنى.

 

¤ قد يرى البعض انه كان الأوفق أن يأخذ القاون مجراة.. وان لا يشاع أخذ الحق باليد والقوة .. وكذلك لا مبرر للتشهير .. لكن في تقديري ان الدمار الذي حاق بتركيا كان كفيلا بان تقدم تلك القوات على ما اقدمت عليه من ضرب وتشهير.

 

 

¤ اننا في السودان بحاجه ماسة لاتباع النهج التركي في ضرب اللصوص والتشهير بهم.. وهي ليست دعوة لتغييب القانون.. لكن للترهيب حتى يتم اعمال القانون لاحقا.. هب ان كل مجموعة ضبطت شراذمة (تسعة طويلة) و (ادوهم علقة ساخنة) وقاموا بتصويرهم.. مؤكد لن يجرؤ اخرين على السرقة والنهب.
¤ دعكم من اللصوص الصغار.. لماذا لا يتم تصوير مهربي الوقود والذهب وتجار العملة ؟.. بل ومرتكبي جرائم الاغتصاب.. كلها جرائم خطيرة وتحتاج لعقاب رادع.. ليس فيه رأفة او مجاملة.

 

¤ صحيح هنا قيود ومحاذير بشان مسألة التشهير.. واحيانا لا تطبق عقوبة التشهير إلا بعد صدور حكم من السلطات القضائية بجواز التشهير.. وقريبا من ذلك النشرات التي تصدر في الصحف لمتهمين هاربين مصحوبة بالصورة.. والتي تتم باذن نشر صادر من النيابة.

 

¤ ان تركيا كانت في امس الحاجة للمساعدات .. فإذا علم أصحاب فعل الخير من الدول الصديقة والشقيقة ان الاغاثة تذهب الى (الجيوب) لا مواطن (منكوب).. دون شك ستتضرر تركيا وفي ذلك مساس بسمعتها دوليا واقليميا.. وكم من دول اتهمت حكوماتها باكل اموال المساعدات.. مثلما حدث مع سوريا المغلوبة على امرها.

 

 

¤ قد تتسبب عمليات السرقة في ان تقل المساعدات المقدمة اذا لم تنقطع.. وبالفعل علق الجيش النمساوي والهيئة الفيدرالية الألمانية للإغاثة الفنية عمليات الإنقاذ في جنوب تركيا.. بسبب ما قيل إنه وضع أمني يزداد صعوبة.. جراء عمليات النهب.

 

 

¤ يجب أن نتدارس سويا أمر التشهير بالمفسدين واللصوص ومنتهكي الأعراض.. لابد من ايقاف الفوضي وحالة الترويع التي انتشرت ببلادنا بشتى الطرق.. وكما قيل فان التشهير بالفساد يقوم بتعرية الفاسدين من الأغلفة التي يتخفون بها ويظهرهم على حقيقتهم.. في تركيا حول الفنان مكسيم خليل حسابه على إنستغرام إلى منصة لمساعدة ضحايا الزلزال.. ونادى بفضح (سارقي المساعدات).

 

¤ التشهير أقوى اسلحة لضرب المفسدين واللصوص.. كما انه يحقق ردع عام في المجتمع.. لا يبقي فقط أن نقوم بالكتابة عن وجود فاسدين ولصوص هنا وهناك دون ان نقدم حلولا.. وان كانت تبدو قاسية.. او مرعبة ويختلف معنا البعض في اساليب المعالجة للتعامل مع المفسدين والمجرمين.

 

¤ ومهما يكن من أمر لنجرب التشهير ولو على بعض انواع الجرائم لا الفئات التي تقوم بتلك الافعال.. حتى لا يقال أن الحكم والعقاب يطال (الصغار) ويتجاوز (الكبار).