انتصار محي الدين تكتب .. مفوضية العون الإنساني السوداني .. تجسر شراكات استراتيجية بمنتدي الرياض الدولي
شارك السودان في فعاليات منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث، الذي نظمه مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للإغاثة والأعمال الإنسانية بالرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود – حفظه الله ، بحضور الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ، وشارك فيه نخبه من القادة والمانحين والعاملين والباحثين في مجال العمل الإنساني من 50 دولة وما يقارب ال 60 منظمة..
المنتدى الذي درج على اقامته كل عامين في المملكة العربية السعودية .
القى المستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله الربيعه كلمة المنتدى، وقال إن العالم يشهد الكثير من الكوارث والأزمات والصراعات التي فاقمت الأوضاع الأنسانية وضاعفت تحدياتها واخرها ما حل بالشعبين السوري والتركي من كارثه، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود وتوسيع رقعه المانحين دولا وهيئات وافرادا، مشيرا إلى أن المنتدى يحظى بالاهتمام الكبير والمشاركة الفعالة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية والمحلية.
أوضح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالة الطواري، مارتن غريفيث،في،كلمة ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة أن المشهد الإنساني الماثل قاس ، فالاحتياجات تتصاعد في جميع أنحاء العالم والأزمات الإنسانية تتراكم ،ويتطلع البائسون الينا في وقت الحاجه ، وتتعرض حقوق الإنسان، خصوصا المرأة لهجوم وحشي في العديد من الاماكن ما يضر بجتمعات بأكملها .
مشيرا إلى أن العالم يعيش أكبر ازمة غذاء في التاريخ الحديث والمجاعه تدق علي العديد من الأبواب .
مفيدا أن التوترات عالية من حرب اوكرانيا التي دخلت عامها الثاني الي زلزال تركيا وسوريا الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسيب في دمار لايوصف.
اضاف مارتن أن اكثر من 350 مليون شخص يحتاجون الي مساعدات انسانيه حول العالم ،واكثر 222مليون شخص لا يعرفون متي سياكلون وجبتهم التاليه،او اذا كانوا سيجدون ما ياكلونه اصلا ،و 45مليون شخص باتو علي شفا المجاعه ،ومعظمهم من النساء والاطفال ونحن بحاجه الي 54مليار دولار لتلبيه الاحتياجات الاساسيه للاشخاص الأكثر تضررا .
وفي ختام كلمته ذكر انه لايمكن للعمل الإنساني أن يقف بمفرده ، فنحن بحاجه الى كل الأيدي علي سطح السفينة من خلال العمل معا لايقاف النزاعات ومعالجة حالة الطوارئ المناخية ومحاربة المجاعات والاستعداد لحالات الطوارئ التي ستظل حتما قاب قوسين أو ادني.
شدد وزير الخارجية الامير فيصل بن فرحان أن المملكه منذ نشاتها دابت على حشد امكاناتها من أجل خدمة القضايا الإنسانية دون تمييز عرقي أو ديني ،وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكه 95مليار دولار ، استفادت منها 160 دوله حول العالم عبر 7عقود ..مما جعلها في مقدمة الدول المانحة المساعدات الانمائية والإنسانية آخرها هو توجيه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات انسانيه متنوعه وتنظيم حمله شعبيه لتخفيف اثار الزلزال.
إن المملكة عملت بشكل استباقي للحد من تدهور اوضاع الدول والمجتمعات المتضرره ،والسعي لايجاد الحلول العمليه والفاعله من خلال التعاون الاقليمي والدولي، حيث اعلنت عن سلسله من المبادرات التي تجاوزت المستوي الوطني، واثبت ريادة المملكه في شؤون المناخ علي المستويين الاقليمي والعالمي ،تم الإعلان عن تاسيس مركز إقليمي لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا لخفض الانبعاثات الكربونيه ومقره الرياض مع المجلس الإقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لغرب اسيآ (الاسكوا) ،وهذا التعاون يجسد اهميه العلاقات متعدده الأطراف لدعم التوازن والسلام والتنميه وتجاوز الأزمات العالمية.
واكد المفوض العام لمفوضية العون الإنساني السوداني سعادة المفوض نجم الدين موسى عبد الكريم تم على هامش المنتدى توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومفوضيه العون الإنساني السوداني .
الهدف من الاتفاقية تجسير شراكات استراتيجية و التعاون بين المركز ومفوضيه العون الإنساني في مجالات التدريب وبناء القدرات وتبادل المعرفه والمعلومات، واجراء الدراسات والبحوث في مجال العمل الإنساني ..ويأتي ذلك سعي مركز الملك سلمان للاغاثة الحثيث لتعزيز التنسيق والتفاهم المشترك مع المؤسسات الإنسانية المحليه والاقليمه الدوليه وتتطوير اليات العمل الإنساني.
وفي ختام المنتدى صدرت أربعة توصيات لتعزيز الجهود الجماعيه في عدة مجالات .. المجال الاول الشراكات ( تتطور الاحتياجات الإنسانية والاستجابة لها)، وذلك لتعزيز الشراكات المفتوحة والواضحة والفعالة..وفي المجال الثاني التقييم ( جمع البيانات وتحليلها) لدعم العمل الإنساني)، لتعزيز قدرات الجهات الفاعلة الإنسانية على جمع البيانات وتحليلها ونشرها..وفي المجال الثالث التوطين (العمل الاستباقي – تعزيز المرونة في المجتمعات المحليه) لبناء قدرات الجهات الفاعلة المحلية للاستجابة للازمات بشكل افضل من خلال تعزيز اعتماد نهج مرتكز على الافراد في تحديد الإحتياجات وزياده الوصول إلى الأدوات المبتكرة وتحسين التأهب لآليات الاستجابه وإنشاء قنوات تواصل وتعاون فعاله ومنظمه ومنهجية للمستوى المحلي في مناطق النزاع والكوراث لتعزيز الأداء وتسريع الاستجابه وتسريع عملية التوطين لتحقيق نتائج افضل لحماية الأرواح واعاده بناء حياة الأفراد وسبل عيشهم..في المجال الرابع النهج الترابطي ( تحقيق أهداف التنمية المستدامة بتفعيل النهج الترابطي بين العمل الإنساني والتنمية والسلام) وذلك بتعزيز التكامل بين الجهات العاملة في المجال الإنساني، التنمية والسلام لدعم نهج البرمجة المشتركة والتنسيق الفعال وتفعيل النهج الترابطي بناء على الدروس المستفادة.
وأوضحت استاذ العلاقات الدولية والمنظمات انتصار أن السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية منذ الأزل تركز على مبادئ راسخه، حيث تحرص على إرساء الأمن والسلم الدوليين ودعم الشعوب والمجتمعات المتتضررين جراء الكوارث الطبيعية والنزاعات، ذلك من خلال المبادرات والبرامج التي تقود إلى دعم التنمية المستدامه، ومشاركة المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة ومنظماتها المتعددة لتحقيق الأهداف الإنمائية، وإيجاد فرص عيش كريم ومكافحة الكوارث والأوبئة والمخاطر التى تهدد البشرية..حيث شارك مركز الملك سلمان والأمم المتحدة والمجتمع الإنساني الدولي في تنفيذ المشاريع والبرامج التي تخدم الدول والمجتمعات المتضررة والمنكوبة في فتره وجيزة من خلال رؤية 2030 حقق المركز ريادة عالمية جعله إحدى رواد العمل الإنساني الدولي من خلال أهداف ووسائل سامية تتضمن الحيادية والشمولية والانتشار، وايجاد المبادرات النوعية التى تحقق الاستجابة الإنسانية.
وأشارت انه في ظل الأزمات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئة والمناخية بالتركيز على تفاقم الصراعات السياسية والعسكرية، وانتشار آفة الإرهاب يعد من المسببات الرئيسية للأزمات الإنسانية للعالم الأمر الذي يحتم على الجميع الشركاء تفعيل الدبلوماسية الوقائية، التى تحد من النزاعات والصراعات والدفع بكل ما من شأنه تعزيز الأمن والسلم الدوليين والعمل فيما يتيح للمنظمات الإنسانية الاستجابة للنداءات..وخير مثالاً لذلك النداءات الإنسانية لدعمج المتضررين من الكارثة التى ضربت سوريا وتركيا.
الشكر والتقدير والعرفان للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية على ما تقدمه للعمل الانساني من دعم غير محدود واهتمام كبير وضعها في صدارة العمل الانساني إقليما ودوليا بكل جدارة واستحقاق.
انتصار محي الدين محمد داؤود ، أستاذ العلاقات الدولية والمنظمات ، مؤسس ورئيس المنظمة السودانية للسلام والتنمية المستدامة بلا حدود.