دكتور عبدالله الطيب يكتب .. إلى الفريق أول محمد حمدان دقلو مع التحية

 

*توطئة:*
تسارع الأحداث هو الذي حدا بي لأكتب تحت ذات العنوان بهذا التعديل الطفيف، وما أكتبه اليوم يتطلب قراء بقلب واعي عاقل فطن يفقه ما يقرأ ويعمل بما يفقه.
*إلى الفريق أول محمد حمدان دقلو:*
قبل أن يقرأ هو ويقرأ كبار مستشاريه هذه الإستشارة عليه أن يرجع بهاتفه إلى مدينة الضعين حيث الناظر مادبو ومجلس عموم قبيلة الرزيقات ليحدثوه عمن يقرأ له حتى يقف بقلب واعي وعين بصيرة عند كل كلمة واردة في هذه الإستشارة النفيسة التي ربما لا يجدها عن أقرب المقربين إليه.

 

الظرف الذي جاء فيه “حميدتي” قائداً لقوات الدعم السريع هو يوم مقتل القائد “تكرون” الذي أسكرته السلطة والقوة فحاول أن يتحدي عساكر في نقطة إرتكاز ليلية داخل مدينة نيالا بالسلاح، فوجد نفسه بين يدي الله قبل الضغط على زناد بندقيته، وقد أشرقت شمس اليوم التالي وحميدتي قائداً للدعم السريع.
*أول قرار لحميدتي وهو قائد للدعم السريع:*

 

هنا يحسن بي أن أذكر الفريق أول “حميدتي” بأول قرارته في أول يوم أصبح فيه قائداً لقوات الدعم السريع، والذي تابعته بنفسي كمراقب كان مهتماً بتلك الأحداث العاصفة، كان أول قرار إتخذه هو الثأر لقائده “تكرون” فوجه قواته لإعمال القتل في قوات الأمن قبل شروق شمس الليل الذي قتل فيه قائده “تكرون”، نفذت قواته تعليمات قائدها الجديد وقامت بالهجوم على مقر جهاز الأمن والمخابرات في مدينة نيالا وأردوا ضباط أمن كان عائداً من صلاة الفجر قتيلاً، وأمطروا مقر الأمن وتلك الناحية من مدينة نيالا بوابل من الرصاص تحذيراً لكل من تحدثه نفسه المساس بقوات الدعم مهما فعلت.
*ردة فعل قيادة الجهاز بمدينة نيالا:*

 

صدرت أوامر صارمة ومشددة من السيد العقيد قائد جهاز الأمن في الولاية، لقواته أن تشرع بالرد على نيران قوات الدعم السريع إلى أن تصمت آخر بنادقهم، وكانت النتيجة أن فقد الدعم السريع في ذلك اليوم ما يزيد أو ينقص قليلاً عن ستين قتيلاً.
*سرعة إستيعاب “حميدتي” للدرس:*
يُحمد للقائد حميدتي سرعة إستيعابه للدرس ورجوعه السريع من طريق المواجهة العسكرية الدامية مع القوات النظامية التي كان قائده “تكرون” يقاتل تحت قيادتها، فجلس في نفس اليوم مع قيادة الجهاز التي حضرت من الخرطوم وفهم أن مقتل القائد “تكرون” جاء نتيجة لتعامل عسكري ميداني وفقاً للتعليمات المستديمة لحفظ الأمن في المدينة ولم يكن مقصوداً في شخصه، وتمت مُعالجة الأمر بشجاعة وحكمة، وتم إلحاق قوات الدعم السريع في ذلك الوقت بجهاز الأمن والمخابرات.

*الطريق إلى النجاح:*
من خلال تلك التجربة المريرة عرف القائد حميدتي أنه لن يستطيع أن يحقق شئ بعيداً عن القوات النظامية في البلاد وأن أفضل ما يمكن أن ينجح فيه هو مجال معرفته وخبرته وهو “حرب العصابات” الخاطفة وهو الأسلوب المفضل للحركات المسلحة فسار بقواته في هذا الطريق وحينها وجد دعم بلا حدود من الدولة، بل وجد دعم مباشر من الرئيس المشير عمر البشير القائد العام للقوات المسلحة، المؤسسة المهنية العريقة التي لا يتخذ قادتها قراراتهم بمنعزل منها مهما علا شأنهم، وقد إستطاع القائد “حميدتي” أن يحقق مالم يحققه أحد قبله، وذلك من خلال قراراته الصائبة وإختياراته الموفقة والتي رفده بها حكماء قبيلة الرزيقات حتى بلغ منصب الرجل الثاني في الدولة السودانية.

 

*الخطأ الإستراتيجي القاتل: “الداير الغنى يعمل حساب لفقرو”*
أنني أعتقد أن الخطأ الإستراتيجي الذي يوشك القائد “حميدتي” أن يقع فيه هو إستبدال مستشاريه من أهلة الرزيقات الحكماء بمستشارين من اليسار السوداني المأفون ومن ورائهم الإستخبارات العالمية الذين يسعون من خلال الدسائس والمؤامرات والفتن إلى جره والدعم السريع إلى حتفهم بأظلافهم، وذلك من خلال ضرب صنائع المشير عمر البشير بعضهم ببعض ليتخلصوا حسب ظنهم المريض من الجيش والدعم السريع بضربة واحد، ويفعلوا بعد ذلك ما يحلوا لهم بهذه البلاد وأهلها.

 

*حساب الربح والخسارة:*
يستطيع المراقب الحصيف بكل سهولة ويسر أن يلاحظ أن القائد حميدتي *نقل البيض كله من سلة اليمين السوداني، ووضعه بقلب مطمئن في سلة اليسار السوداني،* وذلك بضمانات قوية من الإستخبارات العالمية وهم يؤكدون له أنهم خلفه إلى أن يضع يده على السودان كله، وأنه لا سبيل له إلى ذلك إلا بدعمهم ومساندتهم له وهو لا يدري أنهم يسوقونه بخبث وذكاء شديد في طريق المقصلة الحالقة التي تأتي على خضرائه ولا تبقي له شئ ولا تذر، وإن لم ينتصح بنصحي هذا، فسيذكر ما أقول له وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد.
*قرار أن يكون حميدتي الرجل الثاني قرار دولة:*
ما يجب أن يفهمه القائد “حميدتي” إن طريق المحافظة على مكتسباته التي حققها في ظل النظام “البائد” كما يحلو له أن يسميه، هو قرار دولة درس مستشاريها المعطيات وقرروا أن يكون حميدتي الرجل الثاني بعد البرهان ليتأكد بنفسه أن السير في ركاب الدولة السودانية الموحدة المُتماسكة هو السبيل الوحيد لتحقيق المكاسب والمحافظة عليها.
وقد رأى القائد “حميدتي” بنفسه أن الدولة صاحبة القرار أن يكون هو الرجل الثاني هي التي أجلست أمامه رئيس هيئة الأركان الفريق هاشم عبد المطلب ليحقق معه بنفسه، وكيف أن الدولة أقالت اللواء نصر الدين عبد الفتاح قائد سلاح المدرعات، وإعتقلت اللواء عبد الباقي بكرواي وأثنين من العمدء وعقيد لرأيهم المخالف لرؤية الدولة للدعم السريع وقائده، وكيف أن الجيش والأمن أفرغوا مقارهم لقوات الدعم السريع لتكون سنداً وعضضاً لأمن البلاد وسلامتها.

*عالم اليوم تحكمه المصالح:*
قيادة الدولة السودانية تعلم أن عالم اليوم تحكمه المصالح ولا إعتبار لقيم مثل الصدق في القول، والأمانة في التعامل، والوفاء بالعهود فهي يقيم نبلية لا مكان لها في عالم اليوم المادي، أنني أنصح لك وأرجو أن تستبين نُصحي قبل ضحى الغد، أن الذين تنوى مفارتهم أجزم لك أنك لن تجد خير منهم إليك ولا أصدق ولا أوفى منهم معك، وأن الذين تريد أن تركن إليهم لن تجد أسوء ولا أكذب ولا أغدر منهم أبداً، فهؤلاء مُجرد مخالب قط لا يملكون إرادة حرة وإنما ينفذون ما يملي عليهم.
ولو أن القائد حميدتي ينتظر الدنيا لتفتح له ذراعيها بعد التوقيع النهائي على الإتفاق الإطاري فإنه ينتظر أن يشرب الماء الزُلال من السراب، ومن طلب من دار الكلاب عظماً فقد كلف نفسه بالمحال، إنهم يتربصون به الدوائر ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه وهذا ما نبه الله تعالى إليه رسوله الكريم، وهو ديدن الكفار أين ما كانوا وحيث ما وجدوا، ولا مأمن له من كيدهم أفضل من بقاءه في معية القوات المسلحة والعمل تحت إمرتها خدمة لوطنه، أهله ونفسه، وأي سبيل غير هذا أعيذه بالله منه هو توهان في صحراء العدم التي لا بداية لها ولا نهاية.

*لن تنجر القوات المسلحة بلا هدى:*
لقد ظلت القوات المسلحة ومنذ نشأتها مؤسسة مهنية عالية الإنضباط، القرارات فيها تخرج من هيئة قيادتها ويتم إعلانها من مكتب قائدها، وقد خبرت هذه الأساليب النتنة التي تأتي بها الإستخبارات وهي لن تنجر وراء خطط معدة خارج مطبخها الإستراتيجي، وهي تعلم أن أنفع القرارات لهذه الأمة هي التي يُعدها الشعب السوداني بنفسه، فهي مهما كانت ضعيفة من المؤكد أنها لن تشتمل على أجندة تخدم أعداء هذا الوطن الحبيب.
*القائد حميدتي يبحث عن العدالة عند اليسار؟:*
أن ما تحقق للقائد “حميدتي” من خلال قادة بلاده من لدن المشير البشير وحتى الفريق أول البرهان لن يتحقق له أفضل منه مهما إجتهد، وإنه وإن لم يجد العدل ممن أوصلوه هذه المكانة القيادية الرفيعة فإنه لن يجده أبداً عند مناؤئهم، ففاقد الشئ لا يعطية.
وإني أنصح إليه نُصح المُشفق الأمين أن لا يُساير المتهورين من مستشاريه، فميادين السياسة ليس كميادين القتال، والقائد حميدتي له دربة وخبرة في ميادين القتال، أما ميادين السياسة فهو ليس من أهلها ولا يملك مقوماتها ولا يُحسن لغتها ولا يستسيق طعمها المرة ولا يتحمّْل رائحتها النتنة، والأسلم له أن يسير خلف قائده وقائد الجيش الذي هو بدوره يسير وفقاً لإستراتيجية قيادة القوات المسلحة التي هو قائدها ويسير وفق منهجيتها، فأمر المؤسسة العسكرية شورى بين كبار قادتها ومستشاريها العسكريين.
*إستشهد بآخر ما صرح به القائد حميدتي؟:*
في آخر تصريحات للقائد “حميدتي” بتاريخ 19/2/203م، دليل قوي على أن السياسة هي التي فاجأت الرجل وأقتحمت عليه خلوته، حيث أنه إرضاءً لليسار السوداني سمى إجراءات 25 أكتوبر 2021م، بالإنقلاب العسكري ومع هذا يقول أن عناصر النظام البائد هي التي تسعى للوقيعة بينه والقوات المسلحة السودانية، وكأن الرجل يريد أن يقول البحر أسرع من الحصان.
القوات المسلحة وفقاً للدستور والقانون هي الأمينة على البلاد وعليها واجب حفظ أمنها ونظامها وسيادتها، وذلك لحين إجراء إنتخابات في أسرع فرصة ممكنة تتراوح من عام إلى عام ونصف، ليختار الشعب الحكومة التي يرغب فيها من خلال إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة محلياً ودولياً، وليس لأي مدني الحق في حكم البلاد إلا بواحدة من إثنين، أما أن يأتي به صندق الإقتراع، أو يفوض له الجيش سلطاته التنفيذية التي منحها له الدستور والقانون لتسيير البلاد لفترة إنتقالية محدودة، ومن أهم مهام الحكومة الإنتقالية المفوضة من الجيش هي إجراء إنتخابات حرة ونزيهة تفضي إلى حكومة مدنية منتخبة وفقاً لبرنامج يحاسبها الشعب بناءً عليه.

*إما إذا أراد القائد حميدتي أن يعدد أخطاء الحكومة الحالية فهي على النحو التالي:*
*أولاً:* مقاسمة السلطة مع مجموعة سياسية حزبية صغيرة ولمدة طويلة وفقاً لوثيقة دستورية لا سند لها وإلغاء دستور تم إستفتاء الشعب عليه هو الذي أعطى القوات المسلحة الحق في إستلام السلطة.
أما الممارسة الدستورية والقانونية الصحيحه هي أن تمنح القوات المسلحة السلطة التنفيذية فقط لحكومة كفاءات قومية غير حزبية ولمدة لا تزيد عن عام ونصف العام وتراقب أدائها ومدي سيرها في الإعداد للإنتخابات العامة التي يختار من خلالها الشعب السوداني الحكومة التي يريد، وذلك طبقاً لما حدث في الفترة الإنتقالية الثانية والتي قادها الرئيس المشير محمد عبد الرحمن سوار الذهب.
*ثانياً:* كان من أوجب واجبات القوات المسلحة التي إستلمت زمام الأمر في البلاد دمج قوات الدعم السريع بأسرع من تيسر في القوات المسلحة بإعتبارها أحدى مخلفات النظام البائد، وأن تترك مسألة المفاوضات مع الحركات المسلحة للحكومة المنتخبة والتي تملك الحق في التفاوض معها وعرض الإتفاق على ممثلي الشعب وربما على الشعب كله في أستفتاء عام.
*ثالثاً:* لو أننا حسبنا ومضة واحدة لصالح القوات المسلحة وسط هذه الأخطاء الجسام لحسبنا لها تصحيح خطؤها الأول في يوم 25 أكتوبر 2021م، والذي أفسدته باستمرارها في السلطة بلا نهاية محتملة.
*رابعاً:* ولو أننا حسبنا عليها إنقلاب على السلطة لحسبنا عليها إنقلابها الأول بقيادة أبنعوف وذلك بسبب تجاوز الزمن المعقول عُرفنا للفترات الإنتقالية، حيث أن الفترات الإنتخابية نفسها في أغلب دول العالم أربعة سنوات وها هي الحكومة العسكرية تريد أن تتخطاه.
*ما كان يجب أن يعتذر عنه القائد حميدتي؟:*
كان الأجدر بالقائد حميدتي أن يعتذر عن إحتفاظة بقواته بمعنزل عن الجيش القومي أو أن يعتذر عن أي خطأ من الأخطاء الجسام المذكورة أعلاه، لكنه أرضاءً لليسار أعتذر عن أفضل قامت به الحكومة التي هو الرجل الثاني فيها منذ إستلامها لمقاليد السلطة في البلاد، وترك الأخطاء الظاهرة البائنة التي تستوجب الأعتذار، وفي ظني أن اليسار ما طلب إعتذاره عن ما يسميه بالإنقلاب إلا من أجل أن يزينوا للرجل الأعتذار عن مجزرة إعتصام القيادة العامة، والتي في إعتقادي إن كان له فيها نصيب فهو يسير مقارنة بالجهات العديدة التي شاركت قتل شبابنا في القيادة العامة وفي غيرها، لكن اليسار يريد أن يقود رقبة الرجل بهذه الجريمة الشنعاء إلى المقصلة فقداءً لأنفسهم وسادتهم، لكن بعد يستخدامه في المرحلة الحالية لصالح مشروعهم الخبيث.

*خروج الجيش عن السياسة والإقتصاد؟:*
الدارسون لجيوش الدول التي تعرف المعني الحقيقي للأمن القومي، يجد أن جميع،، نعم جميع هذه الجيوش تكاد تكون مستقلة إقتصادياً بشكل كامل عن الدولة المدينة، والفكرة هي أن لا تنهار قوة الجيش بالإنهيار الإقتصادي للدولة، وأن يكون للدولة خط دفاع ثاني يساعدها على النهوض من كبوتها الإقتصادية في أسرع فرصة ممكنة، ولم تعرف القوات المسلحة السودانية هذه المنهجية الإستراتيجية إلا في عهد الرئيس المشير عمر البشير، ولو لا لطف المولى عز وجل وهدايته للرئيس البشير لإعداد القوات المسلحة لمثل هذه المخاطر الأمنية الهائلة لما صمدت الدولة السودانية لفترة قبل أن تتفكك أكثر من نهاية العام 2019م.
ثم يأتي القائد حميدتي وهو يلهث وراء اليسار السوداني الضال المُضل الذي إمتهن العمالية بعد نضالات عمالية مشهودة، يطالب القوات المسلحة بالخروج من المشهد السياسي والإقتصادي، وتسليم الدولة للمدنيين، إنني أجزم له لو أن الفريق أول البرهان سلم الحكومة لمدنيين أياً كان هؤلاء المدنيين وخرج بالجيش من السياسة ثم حدث نكبة في البلاد وجاءت ولو بعد سنين حكومة وطنية ستحاكمة بالخيانة العظمى حتى ولو كان في قبره، فليس من حق البرهان ولا من حق القوات المسلحة ولا من حق القوات الأمنية مجتمعة أن تفرض علينا حكومة مدنية لم نختارها من خلال إنتخابات حرة ونزيهة، ولا من حقها هي نفسها أن تحكمنا بلا تفويض لفترة إنتخابية كاملة، وواجبها نحونا أن تعقد لنا إنتخابات حرة ونزيهة ومراقبة في فترة لا تزيد عن عام ونصف منذ إستلامها للسلطة في البلاد.
الذي أريد أريد أن أختم به هذا المقال هوتذكير القائد حميدتي أن قوات الدعم السريع التي هو قائدها نشئت منذ أول يوم لحماية مصالح إقتصادية خاصة، وحينما أستعان بها الرئيس المشير عمر البشير أول ما وفره لها هو الإستقلال الإقتصادي، حيث ما زال أفرادها حتى يوم الناس هذا يتمتعون بمزايا مالية أكثر من التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة، والقائد حميدتي نفسه الذي يستعجل الحكومة المدنية ويستبطي دمج قواته في القوات المسلحة لا يفعل ذلك إلا من أجل المحافظة على الإستقلال الإقتصادي الذي تتمع به قواته حتى اليوم، وأن كان ذلك كذلك فمن أوجب واجبات القوات المسلحة هي حماية إستقلاليتها الإقتصادية، هذه الإستقلالية التي ظلت تحمي كامل البلاد منذ مطلع العام 2019م من الإنهيار الإقتصادي وذهاب ريحها وتفرق شملها وتفكك وحدتها الوطنية، والسلام.

*بقلم الدكتور عبد الله الطيب علي الياس / خبير الحوكمة وإدارة المخاطر والرقابة*