أبتدر مقالي هذا بقصدية عصماء لشاعر شعبي إنهار وطنه على رأسة حُطام ورُكام، تدمر وطنه بأيدي أبنائه، كان فيه الكل يستعين على إخوانه بأعداء الوطن، وهو الشاعر السوري عمر الفرا، المولود عام 1949م، والمُتوفي عام 2015م، يوصي فيها ولده بدفن جسده عند موته في وطنه فالروح بعد الموت عنده لا تستقر ولا تهدأ ولا تطمئن إلا إذا دُفن الجسد في أرض الوطن:
طيور البر تلف الكون
وتعاود لأرض هاجرت منها
الأسماك تعبر خليج الموت
قبل تموت تعاود مكامنها
النمل إلها مساكنها
الحجر إلها معادنها
الشجر تزهي بأرض وحدة مفاتنها
إلا الناس ،،، عجيبة الناس
تعيش الغربة بالغربة
ولا تذكر مواطنها
الوطن يابني شبيه الأم ،،،
إن رادت ترضع،،، وتفطم
إن رادت توهب،،، وتحرم
بأي حالة إسمها الأم،،،
الوطن يسكن خلايا الدم
غريزة تسري عبر الدم
لما نموت،، الغربة
تظل الروح تلفانة
حزينة مشردة بالهم
الوطن عزة وكرامة
وصحوة الوجدان
الوطن صبر وعزيمة
وقوة الإيمان
الوطن يابني ما هو لفلان أو لفلان إبن فلان
الوطن يابني ما هو طابع،، ولا هاتف،، ولا عنوان
الوطن يابني ما هو سايب
يصير بلحظة مجنونة لأيْ من كان،،
الوطن للي جذورة مثبتة بتاريخ يتزاحم مع الأزمان
الوطن للي يخلي الصحرا مخضرة
ويزرع بالصخر بستان
الوطن للي سما حتى وصل مرحلة إنسان
الوطن ساكن عشق بينا ولو غبنا
الوطن للي بنا اللبنة على اللبنة
الوطن للي لأجل أرضة نذر نفسة ورخص بإبنه
الوطن للي يرد الغارة بالغارة
على الله أتوكل وجابه
أبد ما تنطفي ناره
الوطن يإبني رقم واحد
وبعد مية يجي العالم
الوطن ناموس لليخجل
الوطن عرض البني آدم.
ما أردت أن أقوله من خلال هذه القصدية للسيد القائد العام، والله لو كان من سبقوك تعاملوا مع الوطن بهذه الطريقة لما حملت هذه الرتبة العسكرية العظيمة على كتفيك، ولما أصبحت قائد عام لجيش بهذه العظمة، السمعة، الفدائية، الجاهزية والإستعداد للتضحية بكل غالى ونفيس في سبيل الله وأمن الموطن وسلامة الوطن العزيز.
أقولها لك اليوم بكل وضوح وصراحة أكثر من أي وقت مضى، كفاية،،، ضياع أربع سنوات حسوما من عُمْر شعبنا وأمتنا وشبابنا ووطننا،،، كفاية مجاملة ومساير وإسترضاء للعملاء وأسيادهم من تجار الإستخبارات العالمية والتي تضيف إلى أرباحها السياسية والعسكرية كل يوم يخسره السودان ويباعد بينه وبين تحقيق أهداف شعبه المشروعة التي خرج عن بكرة أبيه حتى أبريل 2019م، من أجل تحقيقها، هو يوم يكسبه أعدائه يقربهم من أهدافهم في تدمير بلادنا بأيدي أبنائنا العاقين المأجورين الذين أعمى بصائرهم وأبصارهم الحقد السياسي.
سيدي القائد العام أعتقد إنك تعلم أنه لا يحق لك حتى أنت الذي جاء بك الدستور والقانون إلى هذا الموقع أن تجلس على سدة حكم البلاد أربعة سنوات بلا تفويض شعبي، دعك من أن تمكن أيتام السفارات العملاء المأجورين من تدمير جيش البلاد بعد أن دمروا إقتصادها وأمنها وسكينة أمتها وهتكوا نسيجها الإجتماعي، ومخرجك الطبيعي من هذا النفق المظلم الذي يسير فيه بلا كعالم تهتدي بها هو إقامة إنتخابات حرة نزيهة لتسلم بنهايتها البلد سالمة من يختاره الشعب السوداني، والسلام، 2/2/2023م.
بقلم الدكتور عبد الله الطيب علي الياس.
خبير الحوكمة، إدارة المخاطر والرقابة.