¤ منذ منتصف يوليو الماضي وحتى قبيل خمسة أيام من كتابة هذة السطور زرت العاصمة المصرية القاهرة أربعة مرات.. أمضيت نحو شهرا وفي المرة الثانية، أسبوعين والزيارة الثالثة كانت لمدة أسبوع..
وكذلك الأخيرة التي شهدت خلالها حدثين مهمين يصبان في توطيد العلاقات بين البلدين.. الأول تدشين (صن اير) لخط القاهرة.. ويالها من شركة بقيادة كابتن سيف مرزوق.. والتي عادت بقوة وبامكانيات هائلة للتحليق من جديد.
¤ أما المناسبة الثانية – احتفائية رائعة – كانت ليلة في حب مصر والسودان.، ويكفي ان ورائها الصحفي الكبير الأمير/ جمال عنقرة.. الذي وهب حياته منذ كان طالبا بجامعة الزقازيق لخدمة وتطوير علاقات السودان ومصر.. اجمالا لتلك الزيارات ترسخت لدي قناعة ان تطورات الأوضاع وتسارعها سواء بمصر أو الهجرة المتزايدة من السودانيين اليها لطلب الدراسة والتملك والعلاج.. يستعصي على سفارتنا بالقاهرة ملاحقتة تلك المتغيرات دعكم من مواكبتها.
¤ التقيت خاصة في الزيارتين الاخيرتين بشرائح مختلفة من السودانيين.. بعضهم اسر انتقلت بالكامل للاستقرار في مصر .. واخرى تتقاسم الاقامة بين البلدين ورجال اعمال.. الى جانب لقاءاتي بالنخب المصرية في مجالات الصحافة والاعمال والاعمال والتجارة..
¤ تحتاج مصر أكثر من أي وقت مضى أن نتعامل معها وبشكل جديد ومختلف كليا.. يتسم بالسرعة والفاعلية والدبلوماسية المتماسكة.. بطء الايقاع وعدم المواكبة ستؤثر على علاقات البلدين.. مع انتهاء فترة عمل السفير محمد الياس على وزارة الخارجية بقيادة السفير علي الصادق تشكيل لجنة مع الجهات ذات الصلة على راسها القصر والمخابرات والتعليم العالي ووزارة الصحة لاعادة ترتيب البيت الدبلوماسي السوداني بالقاهرة.
¤ آن الآوان ان يحدث تغيير جزري في بعثنا بالمحروسة.. يجب تسمية سفير من العيار الثقيل، يتمتع بقوة الشخصية.. والقدرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.. وقبل ذلك ان يكون قلبه – قبل مكتبه – مفتوحا للسودانيين.. يجب تجاوز محطة اغلاق الابواب.. الى جانب السفير نفسه يتطلب الامر النظر الى فريقه المعاون.
¤ تتعامل مصر باهتمام بالغ مع السودان.. وتدفع بعناصر ذات تجربه.. سفيرها الحالي بالخرطوم الذي تسلم عمله قبل نحو شهرين عمل سفيرا في الكونغو وقنصلا في الرياض وعدد من المحطات.. كما انه كان ناطقا باسم حكومة بلاده في الحقبة التي تلت فترة حكم الراحل محمد مرسي.. وهي فترة حساسة.ودقيقة من عمر الحياة السياسية المصرية.. وقطعا تم اختياره بعناية فائقة.
¤ حتى القنصل المصري الذي غادرنا – أحمد عدلي – جاء للخرطوم قادما من جوبا التي امضى فيها خمسة سنوات ومثلها في السودان.. ولك ان تتخيل عقد من الزمان ربما قد يكون تعلم فيها حتى لهجات المحلية في البلدين.. بينما نائب القنصل محمود دياب (هو الاخر وصل حديثا).. عمل في ملف السودان بخارجية بلاده لنحو سبعة سنوات.
¤ صحيح ان الخارجية السودانية لا تعمل كثيرا بنظام التخصصية في ادارة الملفات.. لكن نكرر ان مصر تحتاج سفير يمواصفات خاصة.. واهتمام فوق المعدل اكثر من اي وقت مضى ولا ضير ان يكون السفير من الجيش من الضباط المعروفين.. وذلك لأن المؤسسة العسكرية المصرية هي صاحبة الكلمة.
¤ ان اي تهاون في اختيار السفير لمحطة مصر ستكون الخسارة فادحة.. وسيكون ثمن ذلك فادحا.. يجب ان تتجاوز الخارجية ماحدث بتسمية سفير لروسيا، لاول مرة يصبح سفير أول .. وهي احدى دول مجلس الامن، و (مجهجة) العالم الان.. وهذا امر سنعود اليه لاحقا.
¤ ومهما يكن من أمر يجب أن يختلف شكل التعامل مع مصر.. وان تكون البداية بسفير (يملأ العين).