محمد شعيب يكتب تحبير الواقع .. المواطنة وصون التعددية !!

 

 

استيعاب مفهوم المواطنة المتساوية،والشعور بالانتماء إلى الوطن_ بداية فعلية نحو بناء دولة خالية من التشوهات والتصدعات التي غالبا ما يكون منافذا للتصارع والعراك بين المكونات الاجتماعية نتيجة للمنعرجات والتراكمات التاريخية لاسيما في الدول التي خضعت للاستعمار الأوربي حيث قيام هذه المستعمرات أنظمتها السياسية والسلطوية على أنقاض الأنظمة الاستعمارية.

 

 

المركز الوطني لمراقبة المواطنة وصون التعددية حاول في الندوة السياسية التي أقامها يوم “السبت” الماضي بالفاشر تحت عنوان عريض: ما المطلوب من الدارفوريين فعله في المرحلة التاريخية الراهنة؟ حاول المركز وضع بعض الحلول بعد تشخيصه للأزمة أهمها: إسقاط الدولة القديمة والأحادية الثقافية المهيمنة على البلاد منذ فجر الاستقلال،والاعتراف بقيم المواطنة والتعددية وصونها بالقانون والدستور.

 

 

هاتان نقطتان مهمتان في تعزيز أواصر استقرار الدولة المنتظرة تأسيسها، التي لن ترى النور أبدا مالم يتم التخلص من الإرث الاستعماري الجاثم على صدر البلاد، والأعراف، والموروثات الثقافية التي في عاداتها تدفع إلى هاوية الاقتتال الإثني والقبلي،وتستصحب ذلك التخلص المتغييرات العصرية، والفكرية، والعلمية التي تتناغم وتتفاهم مع أمزجة وخطوط الجيل المعاصر، والسعي نحو توسعة ثقافة التعددية داخل التنظيمات السياسية،والمراكز التوعوية،والأجسام المدنية، والعسكرية التي يكاد أن يحتجب هذه اللونية التعددية التي يحلم بها المركز تحقيقها.

 

 

ووفقا للتصنيفات العرقية،واجتهاد البعض في عودة الساعة إلى الوراء،وانتزاع هوية المواطنة ضمنا أو تصريحا_ ساقت السودانيين إلى الدخول في ساحات الوغى، ومعارك إثبات الذات من البعض الأخر، وتسوية الكتوف في الحقوق والواجبات طبقا للنصوص الدستورية التي يحاول الطرف الأخر طمسها،وجعلها حبرا على الورق دون ترجمتها واقعيا.

 

 

بالرغم من التبريرات التي قدمها الأستاذ ،محجوب حسين، مدير المركز الوطني لمراقبة المواطنة وصون التعددية لعنوان الندوة _ما المطلوب من الدارفوريين فعله في المرحلة التاريخية الراهنة؟_ نسبة لخصوصية الإقليم من المظالم التاريخية، والصراعات القبلية التي يشهدها الإقليم بحسب وصفه، كان من الأجدر لمنظمي الندوة توسعة عنوان الندوة على سبيل المثال، ما المطلوب من السودانيين فعله …؟ وذلك لإضفاء طابع الوطن الكبير، والخروج من دائرة المناطقية مساهمةً في تشييد قاعدة متينة للوطن الموعود بسواعد بنيها من شرقها، وغربها،وشمالها،وجنوبها.