أبتدر مقالي هذا بتذكير القائد العام لجيشنا الهُمام بالمقالين السابقين وهما على النحو التالي: المقال الأول: رسائل آخر العام للقائد العام، والمقال الثاني: رسائل أول العام للقائد العام، جاء المقال الثاني معزز المقال الأول، وقد قام المقال الثاني بالكامل على ما ذكرته مستشاره الأمن القومي الامريكي السفيرة سوزان رايس، في كتابها (Tough Love)، (الحب الصعب)، والذي قدمت فيه خمسة أعترافات عن السودان خطيرة جاءت جداً جاءت على النحو التالي:
الإعتراف الأول أنها هي من أشرفت بنفسها على إسقاط نظام البشير في السودان، وهو الإسقاط الذي صنع منه الشعب السوداني ثورته الديسمبرية “المجيدة” وجاء بك أنت لسدة حكم البلاد، وهي قامت بذلك خدمة لمصالح بلادها!!.
ثانياً: هي التي عملت للذهاب بالرئيس عمر البشير إلي محكمة الجنايات الدولية متهماً في جرائم دارفور لمعاقبته شخصياً ومعاقبة نظامه وأنت من أهم رموز نظامه وأن إسمك أنت شخصياً وارد من ضمن من رفعت لهم عصاة المحكمة الدولية.
ثالثاً: بأنهم كأمريكان ودول غربية عموماً هم من مولوا الحرب في السودان بمساعدة عملاء وجواسيس سودانيين مخلصين من داخل السودان وهم من تضعون أيديكم اليوم في أيدهم، وليس لديهم من يعينهم على إهلاككم غير أسيادهم وأولياء نعمتهم.
رابعاً: أنها كانت تهدف من وراء محاكمة البشير أن تكون خطوة نحو إسقاط نظامه السياسي والديني معاً، وقد فعلت وجاءت بمن يحقق لها أهدفها لا أهداف الشعب السوداني.
خامساً: أنها وآخرين وراء إنفصال جنوب السودان وفرض العقوبات الأمريكية عليه، ووضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهذا ما أكد عليه تقرير (CIA) الأخير في أكتوبر المنصرم، حين قالوا أن أمريكا تخطط بعد سقوط البشير لتخريب الإقتصاد السوداني من الداخل وإفشال المشاريع السودانية الناجحة، وهذا ما يحدث في السودان في كل يوم تشرق فيه الشمس، وذلك يإستخدام عملائهم الذين مكنوهم جهاراً نهاراً في أرفع المناصب الأمنية والقيادية في البلاد.
بناءً على ما تقدم أستطيع أن أجزم، وكذلك يجزم معي كل عاقل يقرأ هذا المقال أن الذي يحول بين الإستخبارات العالمية وتحقيق هدفها في ضرب السودان وتفتيته هو القوات الأمنية وقيادتها الحالية، وقد ظلت هذه الإستخبارات تعمل لتحقيق هذا الهدف الإستراتيجي قبل إستقلال السودان ولم تواجه فترة عصيبة مثل ما واجهتها أيام الرئيس المشير عمر البشير، لذلك عملت على إسقاطة لمدة ثلاثين سنة كاملة إلى أن تحقق لها ما تريد.
والآن سيدي القائد العام أعقتد أنك تعلم أن الطريق إلى هدم الجيش يمر عن طريق رقاب قادته ورقبتك أنت شخصياً أغلى الرقاب، وأنت حينما تخسر لا سمح الله أقل ما ستخسره هو نفسك، وأغلى منها جيش عظيم والأغلى وطن أعظم، وأما الرجل الذي بعدك فأعلى ما يمكن أن يخسره هو نفسة ولا شئ آخر يخسره سوى طموحاته الشخصية.
القائد الفريق أول البرهان إنني أعتقد جازماً أنك تعلم أن مكر الليل والنهار لم يزل مستمر وسيظل مستمر إلى أن يهدموا السودان على رؤوس أهله وبأيدي أبنائه، وأن الرجل الوحيد حتى هذه الحظة الذي يستطيع أن يوقف عجلة هذا الدمار المستجل لبلادنا هو أنت سيدي القائد.
إنك تعلم علم اليقين القطعي أن الذي يرد كيد هؤلاء الأشرار العالميين حصرياً هو الله سبحانه وتعالى وحده، ثُم من بعده هذا الشعب الذي لا يريد منك أن تطعمة أو تسقيه، وإنما يريد منك أن تقول لهم حي على الجهاد، هلموا إلى حماية دينكم، أرضكم، أعراضكم وأمولالكم، وستجد حينها ما يسر بالك ويُغر عينك، وحينها ستجد نفسك قائد عظيم لجيش عظيم لبلد عظيم، أنها العزة حينما يمنحها من يملكها لمن يستحقها، “فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين”.
إن مسايرتك لمثل هذا الرجل، وانت سليل مؤسسة عسكرية عريقة ضاربة الجسور في العراقة والأصلالة سيوردك حوض واحدة من إثنين لا ثالث لهما، إما عاملتك مؤسستك التي أنت اليوم على رأسها كما عاملت قائدها السابق المشير عمر البشير أو الأخرى لا سمح الله.
فهي حتماً لن تسير خلفك إلى أن تهلك بأيدي العملاء، وأصحاب الطموحات الشخصية، لذا لا ملجأ من الله إلا إليه، والله تجده حينما تعود للشعب الذي تركته خلفك وأنت مسرع الخطأ لتنفيذ خطط العملاء والمأجورين وأيتام السفارات، الذين لا يجيدون شئ أفضل من وضع خطط تدميرهم من خلال تدبيرهم.
إن الشعب السوداني ينظر اليوم بكل فخز وإعتزاز وإعجاب إلى الأميرلاي “العميد” عبد الله خليل، الفريق إبراهيم عبود، المشير جعفر نميري، المشير عبد الرحمن سوار الذهب، المشير عمر البشير، والفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن هو إنحاذ للشعب السوداني وقواه الحية، سيكرمه يوم يسلم حكم البلاد لحكومة منتخبة برتبة المشير كما كرم المشير سوار الذهب من قبل واعيذك بالله أن تنحاذ للعملاء الذاهبين باذن الله إلى مزبلة التاريخ، والسلام.
بقلم الدكتور عبد الله الطيب علي الياس..
خبير الحوكمة، إدارة المخاطر والرقابة.