شئ من التفاؤل العريض يعتري الانسان ونفاج التواصل المجتمعي بين مكونات جنوب كردفان بمناطق الحكومة وسيطرة الحركة الشعبية شمال يتسع ليفتح الباب واسعا للسلام الشامل القادم في زمن الممكن بإرادة مجتمعية وفق معطيات وفرص متاحة . في وقت سأم الناس الحرب المكتويين بنيراها ، وتداعياتها وصلت لكل قرية وبيت واسرة ، وحن المجتمع للإرث القديم وحياة التعايش السلمي والسلام المجتمعي الممتد عبر السنين بمسميات دار نعيلة جلد ، و أولاد نوبة .
وعي المجتمع واستوعب الدرس وتفهم أن الصراع المميت بين الراعي والمزارع ، و بين الحكومة والحركة الشعبية يهدر الطاقات والموارد ، ويزيد الدماء على دماء ، ويهرس اللحمة المجتمعية المتماسكة لتصبح بلا تماسك ووحدة .
هزم المجتمع نظريات الساسة وأعداء السلام والمخزلين وقاصري النظر بتنظيم لقاء الكندماية الشعبي بين كافة المكونات المجتمعية ويتقدمهم النوبة والحوزامة وبحضور قادة الحركة الشعبية شمال ، جاء اللقاء للتعايش السلمي ، و اتسم بجلد الزات ، والاعتراف بالاخطاء ، وقول الحق ، وتبادل النصائح ، وطرح المسكوت عنه ، وبداية للتعاون في محاربة المجرمين والمتفلتين ، لقاء بألف مؤتمر وحوار وتفاوض للسلام خلف الغرف المغلقة وقاعات الفنادق المكيفة ، حيث وضع اللبنة الأولى للسلام السياسي والعسكري والاقتصادي انطلاقا من السلام المجتمعي في فضاءات الهواء الطلق و الأكثر فاعلية ونجاعة وصدق .
التاريخ يقول إن السلام من غير إرادة المجتمع ويفرض من منصات التفاوض السياسي لا يجدي ، فقط يوزع المناصب على القادة وأصحاب الكرفتات وساكني الفنادق ، وحظ المجتمع منه الفتات ، ويظل يرزح في ضنك الحياة وشظف العيش والوعود البراقة ، ولا يتذوق حلاوة السلام والعيش في أمن ، طالما الكيكة وزعت من عل ، وسرعان ما يتفرتق السلام الهش ويضيع الغبش وتبدا دوامة الحرب.
لقاء الكندماية بين كافة قبائل النوبة وبطون الحوزامة و الحركة الشعبية حرك السكون ، وفكك الجمود ، وكسر القيود ، وأعطى آملا بقرب تحقيق السلام المستدام ، واسكت الأصوات النشاذ التي رأت استحالة التقارب ، أقيم رغم وصفه بانتهازية البعض ، وعدم ائتمان النوايا، لكن الرد جاء من التلاحم والانصهار ودموع التلاقي ، ودهشة الانبهار بالحب المتبادل ، لقاء رتب للعيش المستقبلي بتناغم بين المزارع والراعي والحركة الشعبية ، والجميع آمن وسالم في زرعه ومرحاله ، و لتتفادى الجرون والقرون الصراع المصطنع ، وتودع حالة توهان الافكار ، والانبراش للسياسات الخاطئة التي جعلت الجميع يدفع الثمن شتات وتناحر وموت سمبلة .
مكاسب عدة تستنبط من لقاء الكندماية الجرئ ، الذي حمل الشباب من الاطراف جريرة إشعال الفتن ، وشخص الداء بأن الحرامية والمتفلتين هم سبب البلاوي بسلاحهم المصوب لا وعي وجهالة ، واكد أن التعايش السلمي يمكن أن يعود كما قبل مئات السنين بقبول الآخر والرضى بالتنوع ، واثبت أن المجتمع قادر لتحقيق السلام إذا انفك من الاملاءات والمحراش ، لقاء وحد وجدان وضمير المجتمع .
شكرا لحكومة جنوب كردفان التي سمحت لقادة الحركة الشعبية شمال لدخول اراضيها والسماح للمعايدة كما جاء على لسان القائد بالحركة الشعبية الباقر ابراهيم ، شكرا الحركة الشعبية شمال التي لبت دعوة للمشاركة في ملتقى التعايش السلمي وجاءت بقياداتها ، شكرا للمجتمع نوبة وحوزامة ارسيتم انموزجا يمكن أن يعمم لبقة مناطق الولاية في التعايش. لقاء استفاد منه كافة الأطراف المشاركة ويعتبر نواة وعربون للسلام القادم طالما اتبنت الثقة واخلصت النوايا.